الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى كون الشخص مرضياً في دينه وخلقه

السؤال

عمري 39 سنة، وغير متزوجة، أعمل عملا جيدا، وأعيش مع أهلي بخير، والحمد لله. المشكلة هي نظرة الأقارب والمجتمع، والتطرق الدائم لموضوع الزواج بمناسبة وغير مناسبة، حتى من أمي، وأحيانا التبرع بعرض خطابات أكرهها آخرها رجل سكير.
والسؤال: هل الإسلام يلزم المرأة بالزواج لمجرد الزواج أم أن الأصل هو الإحساس بالأمان والاستقرار والمودة، وتكوين أسرة صالحة؟ وما المقصود بمن ترضون خلقه هل تعني صفاته كحسن المعاملة والكرم مثلا؟ وهل ترفض المرأة الخاطب إذا كرهت شكله أو تصرفاته مثلا؟ وهل يعاقب الله على رفض رجل متدين إذا كرهته؟ فالقلب ليس باليد، وهل حرام أن تعيش وتموت عازبة إذا لم تجد الأفضل لها؟
شكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزواج تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة من الوجوب والندب والإباحة والحرام والكراهة، وللتفصيل في ذلك تنظر فتوانا رقم: 3011. لكن يتأكد الاستحباب إذا كان المتقدم رجلا يرتضى دينه وخلقه، والدين هو القيام بالأحكام الشرعية قدر الاستطاعة والالتزام بالتعاليم الإسلامية, والخلق هو حسن المعاملة والصفات الفاضلة والأخلاق الزكية, التي تحبب الناس في المرء. فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره. قال في تحفة الأحوذي ج4/ص173 " (من ترضون) أي تستحسنون (دينه) أي ديانته (وخلقه) أي معاشرته "

ومن حق المرأة رفض من لا تراه مناسباً لها، وذلك لأن الزواج علاقة يترتب عليها الكثير من الحقوق، فينبغي الحرص على اختيار من يؤمل فيه الموافقة في الطباع، ومن تميل إليه النفس ويرجى معه تحقق سعادة الحياة الزوجية، ومن هنا أمر الشرع الحكيم باستئذان المرأة عند النكاح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن. رواه البخاري ومسلم.

على أنه لا حرج عليك في قبول من تقدم إلى خطبتك، وخصوصاً إذا كان مرضياً في دينه وخلقه ولو لم تكوني تحبينه، فهناك اعتبارات أخرى يرغب في الزوج من أجلها غير الحب. كما لا إثم ولا عقاب إذا لم تقبل المرأة بالرجل المتدين لكونها لا ترغب في الزواج أصلا، إذ النكاح لا يلزم في كل الحالات كما سبق أن ذكرنا أو لاعتبارات أخرى غير تدينه كنفورها من شكله وهيئته ، فإن كان الرفض لأجل تدينه فهذا رغبة عن أهل الخير ويشمله الذم الوارد في الحديث السابق, وانظري فتوانا رقم: 66440.
وليس بحرام على المرأة أن تموت دون زواج بشرط ألا يكون ذلك رغبة عن السنة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ..... وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي. متفق عليه

وتراجع فتوانا رقم: 41647.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني