الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأمره أمه بالزواج وهولا يريد

السؤال

سؤالي هو: أن أمي تريد مني أن أتزوج، فهل تجب طاعتها، علما بأني لا أخاف الزنا ولا أريد الزواج الآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن طاعة الأم من أوجب الواجبات التي أمر الله بها، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه. هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن النكاح تعتريه الأحكام الخمسة: الوجوب والاستحباب والحرمة والكراهة والإباحة، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 3011. فإذا كنت من الذين يشرع في حقهم النكاح، فإن طاعة أمك فيه تكون واجبة، لأن برها لا يتم إلا بطاعتك إياها في ما تستطيع، وإن كنت ممن لا يشرع في حقهم، فإنك حينئذ لا تطيعها فيه، لأن طاعة الله أولى من طاعتها، روى الشيخان من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما الطاعة في المعروف. وليس لها أن تلزمك بنكاح من لا تريد، قال شيخ الإسلام: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد، فلا يكون عاقا كأكل ما لا يريد. 5/449. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني