الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعراض عن الوساوس في الأمور المالية خير علاج

السؤال

كنت أعاني من الوسواس القهري في الصلاة, وفي أمور أخرى, ومن الأفكار التكرارية, ولكني - والحمد لله - بعد أن طبقت نصيحتكم, ونصيحة خبراء علم النفس في اليوتيوب, والتي تدور حول التجاهل شُفيت - والحمد لله - وقلَّ ذلك كثيرًا, وارتحت - والحمد لله والشكر لله - فبارك الله فيكم أجمعين.
ولكني جاءني استفسار ديني, ولا أدري هل دخل فيه الوسواس أم ماذا؟ فأنا قد غششت قليلًا في مراحل دراستي, ولكني تبت إلى الله, ولم أعد أكرره - والحمد لله - وبالتالي دخلت الجامعة, وبعد أن دخلت الجامعة أصبحت الجامعة تعطيني مكافأة مالية شهرية، وهذه المكافأة لجميع الطلاب الجامعيين في دولتنا، أي أن الدولة تُعطي جميع الطلاب الجامعيين مكافأة مالية شهرية تُعينهم على قضاء حوائجهم، وفي يوم من الأيام أصاب جهاز اللابتوب وشاحن اللاب توب عُطل، وأصلحتهم من مبلغ المكافأة، وأنا قد غششت قليلًا في مراحل الثانوية, وأظن في المتوسطة أيضًا, فهل المكافأة أصبحت حرامًا؟ وإذا كانت حرامًا فهل عملي العقاري - السمسرة العقارية - الذي عملتها عن طريق الإنترنت بواسطة جهازي هذا أصبح عملًا حرامًا بسبب إصلاح عطل اللابتوب والشاحن بمال حرام؟ وإذا كانت حرامًا أو مشكوكًا فيها فكيف أقوم بتطهير لابتوبي والشاحن من الحرام؟ وكيف أقوم بتطهير مالي من الحرام؟
وهل إذا ذهبت إلى مقهى للإنترنت وكان هذا المقهى يستخدم نسخة "وندوز" غير أصلية في أجهزتهم ، وعملت عملي العقاري - السمسرة العقارية الإلكترونية على الإنترنت - هل يكون عملي حرامًا؟ والمال الذي أخذته حرامًا؟ فقد أصبحت تأتيني أفكار أخرى غريبة بخصوص المال, وهي أنه إذا استخدم سيارتي أحد أقربائي ووضع فيها "بنزين" فأنا لا أدري فقد يكون المال الذي اشترى به "بنزين" السيارة قد يكون حرامًا؛ وبالتالي عندما أذهب بسيارتي إلى المحكمة لإنهاء المعاملات العقارية فقد يكون المال الذي أتقاضاه نتيجة إتمام الصفقة حرامًا؛ لأن البنزين الذي أوصلني إلى المحكمة لإتمام الصفقة حرام.
أنا انتهيت من الوساوس في الصلاة والأفكار التكرارية, ولم تأتني - والحمد لله - ولكنها جاءتني هذه الأفكار الغريبة في خصوص المال, فقلت: ربما هي امتداد للأفكار القديمة، فأريد أن يكون مالي نقيًا 100% ، فهل هذا وسواس قليل متبقٍ؟
أريد نصيحتكم فيما يتعلق بإنجاز أعمالي العقارية, فأنا حاليًا شبه متوقف، وأحب أن يكون مالي نقيًا صافيًا من أي شبهة.
بارك الله فيكم, وجزاكم الله الخير والبركة، والحمد لله أولًا وآخرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكما أعرضت عن الوسواس في أمور الصلاة فأعرض عنه في هذه الأمور المالية، فأمثل علاج للوساوس هو الإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, وراجع في بيان علاج الوساوس الفتوى رقم: 134196 ورقم: 51601.

وأما ما تذكر عن المكافأة والراتب والمساهمة العقارية: فكل ذلك من الوسواس, وما ذكرت من الغش والبرامج المنسوخة وغيره لا يجعل ذلك المال حرامًا عليك, فإياك أن تفتح على نفسك باب الوسواس هذا فيفسد عليك حياتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني