الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تعين زوجتك على الاستيقاظ للصلاة وأداء العبادة

السؤال

ماهي الأساليب المقنعة والمتبعة لإيقاظ الزوجة لصلاة الصبح حاضرا؛ لأنها تتكاسل عنها رغم الإيقاظ فإنها لا تقوم لأن الشيطان يمنعها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن أهم الأساليب أن تتخذ الوسائل التي تعينها على القيام في الوقت، ومن أهم ذلك: النوم مبكراً، واتخاذ ساعة منبهة .

وأهم من ذلك كله تقوية إيمانها وترغيبها فيما عند الله تعالى من ثواب لمن أدى الصلوات في أوقاتها.. والترهيب مما أعد من عقاب لمن يفرط في الصلاة ويتكاسل عن أدائها في الوقت.
فالإنسان بطبيعته كسول عن كل ما فيه مشقة، وخاصة إذا كان من أعمال الطاعة، فإن الشيطان يثبطه عنها، فلا بد له من دافع خوف ورجاء، حتى يرفع همته، ويقوي عزمه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى البردين دخل الجنة." رواه البخاري ومسلم. والبردان: الصبح والعصر.

وبيَّن لها أهمية تعاون الزوجين على الطاعة وتذكير كل واحد منهما صاحبه، وما أعد من الرحمة لهما إذا أيقظ كل منهما قرينه للصلاة، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضل المرأة التي تعين زوجها على دينه وآخرته. فقال لما سأله الصحابة فقالوا: لو علمنا أي المال خير فنتخذه؟ فقال: أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني. وفي رواية: ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكراً، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

كما دعا بالرحمة لمن يقوم من الزوجين ليصلي بالليل ويوقظ رفيقه حتى يصلي، فقال صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجلا قام من الليل فصلى ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء. رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني.
ويضاف إلى هذا عموم ما ذكره القرآن من التأكيد على التواصي بالحق والأمر بالمعروف والتعاون على البر والتقوى. قال تعالى: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1 - 3]، وقال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[المائدة:2]، وقال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71].
واذكر لها الحكم الشرعي في وجوب تنبيهك لها وإيقاظها للصلاة. قال محمد مولود ولد أحمد: قال الشنقيطي في نظم الكفاف:
تنبيه غافل لما لو انتبه * لزمه من الأمور الواجبة

وقال مصطفى الرحيباني الحنبلي في كتابه مطالب أولي النهي: ويلزم مستيقظاً إعلام نائم بدخولها أي الصلاة مع ضيقه أي الوقت، وظاهره ولو نام قبل دخوله ويتجه، وإنما يلزم إعلام نائم إن ظن أنه يصلي، أما إذا علم أن إعلامه لا يفيد فالأولى تركه، وهذا مبني على أن الأمر بالمعروف لا يجب إلا إذا ظن امتثال المأمور، وهو قول لبعضهم، والمذهب وجوبه أفاد أو لم يفد، لقول الله تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني