الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التحاكم لمشايخ القبيلة

السؤال

أنا من الأردن وأعيش في بيئة بدوية تسودها الكثير من العادات والتقاليد البدوية, والتي منها التحاكم لبعض مشائخ القبائل الذين هم أجهل الناس بشرع الله, فيقضون حسب ما توارثوه عن آبائهم، وفي أحكامهم الكثير من الظلم والحكم بغير ما أنزل الله في أمور حكم فيها الشرع بشكل واضح, كالسرقة, والزنا, والقتل, وغيرها.
المشكلة أن هذه الأحكام معترف بها من قبل الدولة, وقد يجبر عليها الشخص, فماذا أفعل في حال التنازع مع شخص ما أو وقوع الظلم عليَّ وليس أمامي إلا خيارين: إما أن أتحاكم للقضاء البدوي العشائري, والذي يسمى عندنا (حق عرب)، وإما أن أتحاكم لقضاء الدولة عندنا, وكلاهما يحكمان بغير ما أنزل الله؟
هل أسكت على الظلم أم أتحاكم إلى هذه القوانين الوضعية سعيًا لأخذ حقي ورفع الظلم عني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك ـ إذا لم يكن هناك سبيل شرعي لأخذ حقك ورفع الظلم عن نفسك ـ أن تتحاكم إلى هذه القوانين الوضعية، مع بغضها والتبرؤ إلى الله منها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 112265؛ لأن بديل ذلك أن يُترك الظالم فيزداد ظلمًا، وتُترك الحقوق فتشيع إضاعتها، فيكثر الفساد في الأرض، وقد قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام: لو استولى الكفار على إقليم عظيم فولوا القضاء لمن يقوم بمصالح المسلمين العامة، فالذي يظهر إنفاذ ذلك كله جلبًا للمصالح العامة, ودفعًا للمفاسد الشاملة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني