الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل بحراسة دار للموسيقى

السؤال

أنا موظف في دار الأوبرا للموسيقى, ووظيفتي في ذلك المكان موظف أمن, فهل علي إثم أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن القواعد الشرعية المقررة عند أهل العلم أنه لا يجوز التعاون على فعل المحرم بأي وجه من وجوه الإعانة, ولو كانت تلك الإعانة مجرد حراسة, أو ما شابه ذلك؛ لعموم قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}, ومن المعلوم أن الموسيقى وآلات اللهو كلها محرمة سوى الدف, وقد حكي على ذلك إجماع العلماء؛ لما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" رواه البخاري، ولفظ يستحلون: يبين أنها في الأصل حرام, وانظر فتوانا رقم: 119851.

وعليه؛ فيلزمك الخروج من هذا العمل وإلا فأنت آثم, إلا إذا كنت في حالة الضرورة الملجئة, أي: أنك لو خرجت لن تجد عملًا, ولا تجد ما تأكله أنت وأهلك, وتخشى على نفسك الهلاك, فتبقى حتى تجد عملًا آخر, لكن مع البحث عن ذلك العمل الآخر, وانظر فتوانا رقم: 54503, ورقم: 65015, واعلم أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}, ودين المرء رأس ماله في هذه الحياة، فلله در القائل:

إذا أبقت الدنيا على المرء دينه * فما فاته منها فليس بضائرِ.

وانظر للفائدة فتوانا رقم: 137531, ورقم: 5282.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني