الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز الطعن على العلماء بسبب اجتهاداتهم

السؤال

هل صحيح أن تارك الصلاة إذا توفي وهو موحد لله سبحانه وتعالى، يُمكن أن يدخل الجنة؛ حيث إن صاحبي قال ذلك، ومستدلاً لذلك بالنجاشي الذي أخفى إسلامه ولم يصل، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام، صلى عليه صلاة الغائب، ويقول إنه في الجنة، ويعتبر أن تارك الصلاة من أصحاب المعاصي، ويقول إن من يكفره من المبتدعة والتكفيريين، كما أنه تطاول على علمائنا ودعاتنا الذين يكفرون تارك الصلاة ومنهم: (الشيخ محمد حسان، والشيخ العريفي وغيرهم من الذين أفتوا بتكفير تارك الصلاة)
وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخلاف في كفر تارك الصلاة خلاف قديم مشهور، ولا يجوز لأحد البتة أن يتطاول على أحد من أهل العلم، أو أن ينسب من يتبنى هذا القول إلى مذهب الخوارج؛ فإنه قد قال به أئمة كبار؛ بل هو منقول عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم، واستدل له مرجحوه بظواهر أحاديث كثيرة، والخلاف في هذه المسألة قد عرضنا لبيانه بشيء من التفصيل في الفتوى رقم: 130853.

فالواجب على هذا الشخص أن يتقي الله تعالى، وأن يتوب إليه مما ألم به، وأن يعلم أن هذه المسألة من مسائل الاجتهاد التي لا يبدع المخالف فيها، وأما الترجيح فبابه واسع لمن كملت أدواته العلمية، والقائلون بعدم كفر تارك الصلاة كفرا ينقل عن الملة لم يستدلوا على ذلك بقصة النجاشي- رحمه الله- فإنها ليست في محل النزاع البتة، ومن أين له أن النجاشي كان لا يصلي، ولو فرض فمن أين أنه بلغه الشرع بذلك؟ وعلى كل، فليس في هذه القصة موضع للاستدلال، وإنما استدل القائلون بعدم كفره بما ذكرناه عنهم في الفتوى التي أحلناك عليها، ولمزيد التفصيل في أدلة الفريقين راجع كتاب الصلاة للعلامة ابن القيم رحمه الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني