الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موانع حصول نفع الذكر

السؤال

هل هناك نواقض تنقض التحصن بالأذكار ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فذكر الله جل وعلا أعظم سبب لحفظ العبد من تسلط الشياطين عليه، وله فوائد أخرى عظيمة في الدنيا والآخرة.

قال ابن القيم: وفي الذكر أكثر من مائة فائدة. اهـ. وذكر منها ثلاثا وسبعين فائدة في كتابه " الوابل الصيب ".

لكن أثر الذكر يتفاوت حسب إيمان الذاكر وحضور قلبه حال الذكر.

قال ابن القيم: ومن جرب هذه الدعوات والعوذ، عرف مقدار منفعتها، وشدة الحاجة إليها، وهي تمنع وصول أثر العائن، وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها، وقوة نفسه، واستعداده، وقوة توكله وثبات قلبه، فإنها سلاح؛ والسلاح بضاربه. اهـ.

و كما أن ثم موانع لإجابة الدعاء، فكذلك الذكر؛ لأن الذكر من الدعاء، جاء في الحديث: أفضل الدعاء : الحمد الله. أخرجه الترمذي.

قال ابن القيم: والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به، والساعد ساعد قوي، والمانع مفقود؛ حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير، فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح، أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء، أو كان ثم مانع من الإجابة، لم يحصل الأثر. اهـ.

فالذنوب قد تمنع حصول أثر الذكر من الحفظ و نحوه للعبد، كما إنها قد تمنع إجابة الدعاء، كما جاء في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ؟ أخرجه مسلم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني