الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دراسة حديثة تحدد موعد الوفاة بدقة متناهية.. رؤية شرعية

السؤال

توصلت دراسة حديثة إلى اكتشاف أشكال خاصة لأحد الجينات المعينة القادرة على تحديد موعد وفاة الإنسان بدقة متناهية, وليس تحديد تاريخ وفاته فقط, وقد تمكن باحثون أمريكيون من التوصل إلى هذا الاستنتاج بعد إجراء دراسة دقيقة للجينوم، وهو أحد التخصصات الفرعية من علم الوراثة، والذي يعنى بدراسة كامل المعلومات الوراثية في الكائن الحي المشفرة، المرتبطة بالحركة المنظمة للساعة البيولوجية, وبعادات النوم لدى 1200 شخص فوق سن الـ 65 ممن يتمتعون بصحة جيدة, والجين يحدد موعد وفاتك بمنتهى الدقة, وقال أندرو ليم المشرف على الدراسة: إن الساعة البيولوجية داخل جسم الإنسان تنظم الكثير من الظواهر البيولوجية والسلوك البشري، بما في ذلك مواعيد الاستيقاظ والخلود إلى النوم, وتوقيت الكثير من العمليات الفيزيولوجية, كما أن للساعة البيولوجية تأثيرًا على توقيت الأحداث الصحية الخطيرة, مثل: السكتة الدماغية, والنوبات القلبية، حسب بوابة الأهرام, ويأمل الباحثون أن تساعد هذه الدراسات على تحسين علاج بعض الأمراض الخطيرة, وكانت هذه الدراسة قد أجريت من أجل برنامج الأبحاث في مجال تطورات مرض الشلل الرعاش, والزهايمر، ولكن تم توسيعها بصفة خاصة بعد اكتشاف الجين الخاص بتحديد موعد وفاة الإنسان.
هذا ومن المعروف أن العوامل الوراثية لها دور في تحديد خصائص معينة لجسم الإنسان, مثل: لون الشعر, وفصيلة الدم, أو إمكانية تزايد نسبة الإصابة بأمراض معينة, وسؤالي هو: إن هذه من علوم الغيب الذي يعلمها الله فقط, فكيف يقولون إن الإنسان تمكن من معرفة ذلك؟ وما حكم الشرع بذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن العلم بموعد الوفاة من الغيب الذي اختص الله سبحانه بعلمه، فلا يعلمه إلا هو سبحانه، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مفاتيح الغيب خمس، ثم قرأ: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {لقمان:34}، وجاء في سبب نزول هذه الآية عن مجاهد، قال: جاء رجل من أهل البادية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي حبلى، فأخبرني ما تلد؟ وبلادنا جدبة، فأخبرني متى ينزل الغيث؟ وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت؟ فأنزل الله عز وجل: {إن الله عنده علم الساعة إلى قوله: {إن الله عليم خبير} . رواه ابن أبي حاتم، وابن جرير.

قال ابن عثيمين: معلوم أن وقت موت الإنسان غيبي لا يعلمه إلا الله عز وجل، فمن ادعى علمه فهو كاذب، فالرجل الذي يدعي أنه يعلم متى يموت الناس كاذب بلا شك، ومن يصدقه كافر؛ لقوله تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ {النمل:65}. أهـ.

فهذا الكلام المنقول في السؤال لا يعدو أن يكون كذبًا، ومما يظهر بطلانه: أن موت الإنسان قد يكون بسبب خارج عن مرض جسده, كإصابته بقذيفة, أو حادث سير, ونحو ذلك، ولتعلم أنه ليس كل ما ينقل عن الغرب يصدق، ولا كل ما يزعمون أنه من نتاج دراسات وأبحاث يكون حقًّا, وانظر الفتوى: 32668.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني