الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم تذكر الاحتلام لا أثر له عند رؤية المني

السؤال

أكثر الناس يقولون: معرفة الاحتلام بالإحساس ببلوغ النشوة أثناء النوم, وعند النساء تتمثل بالانقباضات في الفرج ...الخ وأعتذر عن الألفاظ الخادشة للحياء, وقد قرأت في فتوى – أظن - أنه لا يعتمد على الحلم, أو الإحساس؛ لأن الإنسان ربما ينسى أنه احتلم, ولكن أغلبية الناس يتعجبون من هذا الكلام, ويقولون: كيف لا نشعر بالاحتلام وبلوغ النشوة في الاحتلام؟! وصديقة قالت لي: من المستحيل أن يحدث احتلام ولا تشعرين به, فما الصحيح؟ فأنا لا أفرق بين الإفرازات وأصبحت أعتمد على الإحساس ببلوغ الذروة الجنسية من انقباضات وغيره, فهل فعلي صحيح؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزم تذكر الاحتلام بعد الاستيقاظ, فإن النائم قد لا يشعر بما يحصل له حال نومه، فإذا استيقظ الشخص فوجد في ثوبه منيًا وجب عليه أن يغتسل، ولا يلزم كذلك من تذكر الاحتلام حال النوم رؤية المني، فمن لم ير المني بعد استيقاظه لم يلزمه الغسل وإن ذكر احتلامًا، قال ابن قدامة - رحمه الله -: إذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ احْتَلَمَ، وَلَمْ يَجِدْ مَنِيًّا، فَلَا غُسْلَ عَلَيْهِ.

قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: أَجْمَعَ عَلَى هَذَا كُلُّ مَنْ أَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ،... وَإِنْ انْتَبَهَ فَرَأَى مَنِيًّا، وَلَمْ يَذْكُرْ احْتِلَامًا، فَعَلَيْهِ الْغُسْلُ لَا نَعْلَمُ فِيهِ اخْتِلَافًا أيضا. انتهى.

فإذا علمت هذا تبين لك أنه لا يجب عليك الغسل إلا إذا رأيت المني.

وصفة مني المرأة والفرق بينه وبين مذيها بيناه في فتاوى كثيرة انظري منها الفتوى رقم: 128091 ورقم: 131658

وإذا رأيت ما تشكين في كونه منيًا أو غيره فلا يجب عليك الغسل, وإنما تتخيرين بين ما شككت فيه فتجعلين له حكم أحدها على ما قرره فقهاء الشافعية، وانظري الفتوى رقم: 158767.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني