الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

تركت سيدة مالا لدى والدتي كأمانة قائلة لها ربما أحتاج هذا المال يوما ما فإذا مت قبل ذلك فتصدقي به كله ولا تعطي لأولادي شيئا منه ثم ماتت هذه السيدة فهل تتصدق بالمال كله أم بالثلث فقط ونعطي الباقي لأولادها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد قال ابن قدامة في المغني: والعطايا المعلقة بالموت كقوله: -إذا مت فأعطوا فلاناً كذا، أو أعتقوا فلاناً ونحوه،- وصايا حكمها حكم غيرها من الوصايا. انتهى
وهذا يعني أنه ينطبق على ما ذكر في السؤال أحكام الوصية، فلا يجوز أن تكون، لوارث لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث. رواه أبو داود وصححه الألباني ، ورواه النسائي والترمذي وابن ماجه.
ولا يجوز أن تزيد الوصية على الثلث لقول النبي صلى الله عليه وسلم، لسعد بن أبي وقاص حينما أراد أن يتصدق بكل ماله: فالثلث والثلث كثير، إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس.... رواه البخاري وغيره.
وبناء على ذلك، فإنه ينظر في جميع ما تركته المتوفاة، فإن كان هذا هو جميع ما تملكه فلا يجوز التصدق به كله، ولكن بالثلث فقط، فإذا أجاز الورثة ما أوصت به أمهم جاز إذا كانوا بالغين رشداء، وراجع الفتوى رقم:
8147 والفتوى رقم: 16916.
أما إذا كان لها مال أخر، وكان هذا القدر المودع عندكم ثلثاً فما دونه فهو وصية نافذة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني