الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز لشخص الاستيلاء على مال مستحَق له

السؤال

كنت أشتغل في مؤسسة واضطررت للسفر إلى الخارج فأخذت نصيبا من مال المؤسسة بنية الإرجاع بدون علم المدير ولكن لما سافرت أخذ المدير وباع كل ما استطاع بيعه من أشيائي الخاصة بدون علم مني وهوعلى علم بأن لي مالا عند أناس سيرجعون له مال المؤسسة وكنت قد أخبرته بالهاتف عن كل شيء حينما وصلت إلى تلك البلد. ولم أخبره عن سفري لأمور أمنية؟أفتونا جزاكم الله عنّا خير الجزاء. والسلام عليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه قد تقرر في الشرع أن المال لا يخرج من ملك صاحبه ولا يدخل في ملك غيره إلا بإذنه وإرادته، وعليه فقد كانت حيازتك لهذا المال حيازة باطلة، وأكلاً لأموال الناس بالباطل، والله تعالى يقول:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء:29].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. رواه البيهقي وصححه الألباني في الجامع الصغير.
ويجب عليك أن ترد هذا المال إلى أهله، لقوله صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤدي. رواه أبو داود.
وأما ما قام به مدير المؤسسة من الاستيلاء على أشيائك الخاصة، فكان الواجب عليه أن ينتظر فإن أمكنه استيفاء المبلغ الذي أخذته عن طريق مشروع فهذا هو المتعين لأنه لا يجوز للشخص أن يملك عيناً من أعيان مال غيره وإن استحقها بدون إذنه إلا لضرورة.
فأما إذا لم يقدر على استيفاء حقه فله أن يأخذ من أشيائك بقدر حقه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني