الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوازن بين العلم النافع, والعمل الصالح, والدعوة إلى الله

السؤال

تتزاحم بعض العبادات على الداعية, ويضيق الوقت عنده, فمثلًا يجتمع عليه ضرورة حفظ القرآن, مع ضرورة تعلم العلم الضروري لدعوته, وهو كبير في السن, وعنده مشاغل العمل والأسرة و ... فكيف يوازن بين هذه العبادات؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمراتب العلوم والعبادات تتفاوت، وقد يحصل بينها تزاحم بحيث يتعسر الجمع بينها؛ وعندئذ فالمطلوب هو تقديم الأهم على المهم، فيبدأ بتعلم ما يجب عليه من أمور الدين، كأركان الإيمان, وأركان الإسلام، ويتأكد هذا مع كبر السن، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 93424.

وبعد ذلك يجتهد في تعلم كتاب الله تعالى - ولو في كل يوم آية - بحيث يجمع بين العلم النافع, والعمل الصالح, والدعوة إلى الله، فيصلح من حال نفسه، ويصلح من حوله بقدر طاقته، والله تعالى لا يضيع أجر المحسنين، ومن صدق الله صدقه الله.

ومما يجدر التنبيه عليه أن اختلاف طباع الناس وأحوالهم ومؤهلاتهم وإمكاناتهم، له أثر كبير في تعيين ما هو الأفضل بالنسبة لكل واحد منهم، فقد يكون الفاضل في حق شخص مفضولًا في حق غيره، فالأمر يحتاج إلى مشورة أهل العلم والديانة الذين تخالطهم ويعرفونك عن قرب، ويحتاج قبل ذلك إلى توفيق الله تعالى ومعونته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى: معرفة حال كل شخص وبيان الأفضل له لا يمكن ذكره في كتاب، بل لا بد من هداية يهدي الله بها عبده إلى ما هو أصلح، وما صدق الله عبد إلا صنع له, وفي الصحيح: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يقول: {اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل, فاطر السموات والأرض, عالم الغيب والشهادة, أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم}. اهـ.

وراجع في ذلك الفتوى رقم: 189835, ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 112634، 160787.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني