الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دعاء الإنسان بإزالة ما في رأسه من انتفاخ

السؤال

هل شكل الإنسان مقدر؟ وهل يجوز دعاء الله أن يغير شكل الإنسان؟ فهل يجوز دعاء الله أن يزيل انتفاخ الرأس – مثلًا -؟
شكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن شكل الإنسان يدخل في عموم القدر المكتوب في الأزل, فقد قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وقال تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {آل عمران:6}، وقال سبحانه: خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ {التغابن:3}.

وأما عن الدعاء الذي تقول: فإن المسلم يشرع له أن يسأل حاجته مهما كانت، ما لم يكن في دعائه اعتداء, وطلب ما هو مستحيل شرعًا أو عادة، والمراد بمنع طلب المستحيل هو: طلب ما يستحيل حصوله عادة حسب سنن الله الكونية العادية، وليس المراد به أن الله تعالى يستحيل عليه فعل أي شيء، فهو سبحانه لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض، ولمعرفة ضابط الاعتداء في الدعاء انظر الفتويين: 164747- 23425.

وعليه؛ فإن كان هذا الانتفاخ من الأدواء التي يمكن الشفاء منها عادة: فلا حرج في الدعاء بزوالها, والتوفيق للدواء النافع لها، فإن من رحمة الله تعالى بعباده أنه ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، وهذا ما يتضح في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بذلك حيث قال: تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواء، إلا داء واحدًا، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم. رواه أصحاب السنن.

وإن كان مما يستحيل زواله عادة: فلا ينبغي الدعاء بزواله؛ لما في ذلك من الاعتداء في الدعاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني