الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تأثير للنذر في فعل الطاعات الواجبة أو ترك المحرمات

السؤال

قبل فترة من الزمن لم أكن منتظمة في الصلاة، ثم تبت إلى الله، ولله الحمد، وقررت الانتظام، ولكني نذرت تلك الفترة أن لا أفوت فرضاً ولا أتأخر عنه. ثم حدث بعدها أن أخرت فروضاً، أو قضيتها، أو فوّتها. فماذا علي ؟!
وأود السؤال أيضاً عن: ماذا إذا كان نذري للأبد وليس محدوداً بفترة معينه أي قلت: "لن أفوت صلاة أبداً ما حييت ولن أؤخرها" ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن نذرك هذا لا ينعقد في قول الجمهور، وهو في الحقيقة تحصيل حاصل، والتزام بما هو لازم بأصل الشرع؛ لأن أداء الصلوات الخمس في وقتها هو واجب عيني على كل مسلم كما لا يخفى، وقد ذكر ابن رشد أن: الطاعة الواجبة لا تأثير للنذر فيها، وكذلك ترك المعصية المحرمة لا تأثير للنذر فيها؛ لوجوب ترك ذلك عليه بالشرع دون النذر. انتهى.

وقال الكاساني في بدائع الصنائع: فلا يصح النذر بشيء من الفرائض سواء كان فرض عين كالصلوات الخمس، وصوم رمضان، أو فرض كفاية كالجهاد، وصلاة الجنازة، ولا بشيء من الواجبات ...........لأن إيجاب الواجب لا يتصور. انتهى.
فالراجح من أقوال أهل العلم أنه لا يلزمك في ترك الوفاء بهذا النذر شيء، وإن كان النذر غير محدد.
وللفائدة يمكنك مراجعة هاتين الفتويين وما أحيل عليه فيهما: 125080، 112019.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني