الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمادي مع الوساوس خطر على دين المرء ودنياه

السؤال

أرجو الإجابة عن سؤالي في أسرع وقت - إذا سمحتم -.
عند جارنا كلب يضعه خارج البيت قريبًا من بيتي, وذهب مجموعة أطفال ولعبوا مع الكلب, ووضعوا أيديهم على شعره ورأسه, وأنا لست متأكدة إذا لامسوا لعاب الكلب أم لا, وبعد ذلك جاء هؤلاء الأطفال إلى بيتي واستخدموا بعض أدوات المطبخ, وأحد الأطفال أخذ جوالي ولعب فيه, ثم وضعه على ثيابي, وكل ذلك دون أن يغسلوا أيديهم, وأنا لا أعلم إذا كانت أيديهم مبللة أم لا أثناء لعبهم مع الكلب, فأنا أصبحت الآن أرى كل شيء نجسًا, خاصةً أنني أعاني من الوسوسة في الطهارة والنجاسة, والمشكلة أنه لا أحد اهتم بموضوع نجاسة هؤلاء الأطفال, ويقولون لي: دعي الوسوسة, فماذا أفعل؟ فقد تركت جُلَّ أدوات المطبخ؛ لأنني لا أعلم ماذا أفعل؟ وهل يكفي غسل ملابسي في الغسالة الأتوماتيكية, فقد أصبح موضوع الوسواس يسبب لي الحرج مع زوجي, فلم أعد أهتم بنظافة بعض أجزاء المنزل إذا شككت بنجاستها, فهل أعتبر أيدي الأطفال نجسة أم طاهرة؟ وإذا رأيت طفلًا تبول على نفسه ولمس بنطاله في مكان وجود البول, وبعد ذلك بفترة قصيرة بدلت أمه له بنطاله دون أن تغسل يديه, وجاء هذا الطفل وجلس بجانبي في السيارة ولمس ملابسي وحقيبتي بيديه, وأعطاني ورقة لمستها بيدي, وأعتقد كذلك أنني لمست بيدي الأماكن التي لمسها بيديه - ولا أعلم إذا كانت يديه رطبتين أم لا - وبعد ذلك ذهبت واشتريت بعض الخضار ولمستها بيدي, ولمست أكياس الخضار ووضعت فيها خضراوات بيدي, فقد أصبحت أشك أن جميع الأماكن التي لمسها الطفل والخضراوات نجسة, فماذا أفعل؟ لقد تعبت كثيرًا, وأصبح الوسواس يدمر حياتي, أرجوكم أجيبوني عن أسئلتي, وماذا يجب عليّ أن أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس مبلغًا عظيمًا، والذي ننصحك به هو أن تعرضي عن الوساوس, وألا تلتفتي إلى شيء منها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

واعلمي أن الأصل الطهارة فلا يحكم بانتقال النجاسة إلا إذا حصل اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه بإصابة النجاسة لشيء ما.

وأما مجرد الشك فلا يحكم معه بانتقال النجاسة وانظري الفتوى رقم: 128341 فما دمت تشكين في كون هؤلاء الأطفال قد تنجست أيديهم بلعاب الكلب فالأصل عدم تنجسها.

وإذا شككت في أن يد طفل ما متنجسة أو لا فالأصل عدم تنجسها.

وإذا شككت هل انتقلت النجاسة من يده إلى أغراضك أو لا فالأصل عدم انتقالها، وهكذا أبدًا فافعلي, فلا تلتفتي إلى أي شك يعرض لك في هذا الباب.

وأنت في سعة أن تأخذي بأيسر المذاهب في هذا الباب ما دمت مصابة بالوسوسة، وانظري الفتوى رقم: 154941 فيما ينبغي لك العمل به في مسألة انتقال النجاسة، والفتوى رقم: 181305 في ترخص الموسوس بأيسر الأقوال.

وينبغي لك أن تتعاملي مع زوجك وأجزاء بيتك وسائر أغراضك بصورة طبيعية فلا تشكي في طهارتها, ولا تتركي تنظيف شيء منها، واغسلي ثيابك في الغسالة الاوتوماتيكية لا حرج عليك في ذلك.

وبالجملة فتجنبي الوسوسة وجاهدي نفسك في التخلص منها حتى يعافيك الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني