الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل للتغلب على اتباع الشهوات وفعل المنكرات

السؤال

لقد كنت أمارس الجنس واللواط - ولا زلت أمارس - وأنا أريد التوبة, وكنت أمارس مع أبناء الجار, وكان عمري12 سنة, وكنت أدعى بأجمل الأولاد من الجمال الذي رزقني الله إياه, وكنت نحيفًا, وكانوا في مثل عمري, وكانوا نحيفين وجميلين أيضًا, وكانوا يدعونني إلى مشاهدة أفلام تعلم كيفية عمل الجنس واللواط, وكنت أحب تلك الأفلام, وكنا كل ما أتينا إلى مشاهدة الأفلام نتعرى, وأحيانًا يحدث لمس للدبر أو القضيب, وأحيانًا نطبق ما نشاهده من كيفية عمل اللواط, وفي يوم من الأيام أتوني وقالوا: إن صديقنا مريض -وصديقنا هذا كان يمارس معنا – وكانوا لابسين بناطيل من النوع الضيق, وكنت لابسًا مثلهم, وعندما انحنيت بصورة الركوع للسلام على الصديق خلعوا ملابسهم, وتعروا - ولم أدرِ ما يفعلون لأنهم كانوا خلفي - وفي لحظة خلعوا لي ملابسي, وأصبحنا عارين, ومارسنا اللواط ومص الذكر, وتم إنزال المني من كل واحد منا, وفي المدرسة يتحرشون بي, مثل أن يضمونني من الخلف, وأشعر برأس الذكر, وكأني سوف أمارس, والبعض يقبلني في فمي أو خدي, وغالبًا ما تحدث أو يأتيني ويقول لي: أريد أن أمص ذكرك, وقد حصلت مع واحد من أبناء جاري, ونزل المني, فأرجو إيجاد حل لي, فإلى الآن يتم التحرش بي من جميع أبناء الجيران, وأنا أوافق إذا دعوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن فاحشة اللواط من أكبر الكبائر ومن أعظم الذنوب، ومقترفها منتكس الفطرة, غافل عن الله تعالى؛ ولهذا شدد الإسلام في عقوبة اللواط, فأمر بقتل فاعله والمفعول به، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به. رواه أحمد وأصحاب السنن، وانظر الفتوى رقم: 1869.

ويحرم جميع أنواع الأعمال اللوطية، ويشمل ذلك مقدماتها: كالقبلة, واللمس للعورات, فلا يجوز شيء من استمتاع الذكر بالذكر وتلذذه به، ولا يجوز مسه لعورة غيره, والتلذذ بذلك، فيحرم كل ذلك.

وعلى من ألمَّ بتلك الفاحشة العظيمة أن يسارع بالتوبة إلى الله, ويعقد العزم على عدم العودة إليها أبدًا، ويندم على ما فرَّط في جنب الله تعالى, من قبل أن يدهمه الموت وهو مقيم عليها، فيندم ولا ينفعه الندم حينئذ، فقد قال الباري جل ذكره: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. {الشورى: 25}. وقال تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. {النساء: 17}.

وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم.

فعليك بترك أماكن المعصية وما يهيجها؛ حتى تنجو بنفسك، مع اتخاذ الصحبة الصالحة التي تعين على الخير، والحذر من قرناء السوء، والابتعاد عنهم, وصدهم بكل حزم وقوة, ولا يحل لك بحال تمكينهم من فعل أي من أفعال اللواطة بك, واستعن بالله تعالى ثم بمن يقدر على منعهم من أولياء أمورهم أو الشرطة, وغير ذلك من الوسائل المشروعة في زجرهم.

واشغل نفسك ووقتك بما يفيدك في الدنيا والآخرة: من تعلم علم نافع، ومن تكسب مباح, ورياضة مشروعة، وعليك أن تتزوج إن أمكنك، فالزواج من أنفع الوسائل إلى العفة وحفظ الفرج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني