الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كراهية قول (الله المستعان) لأسلوب استعمالها

السؤال

أسلوبي عندما لا أجد ما أقوله أو لا أجد تعليقًا أقوله خلال نقاش معين أن أقول: (الله المستعان) فعندما لا أريد التعليق على موضوع معين أقولها - وهي مفيدة جدًّا - وفي أحد المرات سألتني أختي عن موضوع معين كيف تخرج منه؟ فقلت لها: أن تقولي مثلًا: (الله المستعان) فقال أخي الأصغر ما معناه إنه لا يحب هذه الكلمة! لأني أُكثِر منها, ولم تكن نيته أنه لا يحب هذه الكلمة بذاتها, بل كانت نيته أنه لا يحب هذا الأسلوب, فهل عليّ إثم إن اتبعت هذا الأسلوب إذا أردت أن لا أعلق وأبدي رأيي على أحد المواضيع؟ وهل دخل أخي الأصغر في أحد المحاذير بكلامه ذلك - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كلمة: "الله المستعان" من الكلام الطيب, والذكر الحسن الذي تردد على لسان بعض الأنبياء والصالحين، وسبق لنا بيان شيء من أمثلة ذلك بالفتوى رقم: 13408, ولا حرج عليك في الاكتفاء بالتعليق بهذه الكلمة على أمر معين، ولكن ينبغي استعمالها في الوقت والحال المناسبين.

وكراهية شيء من ذكر الله لذاته كفر بالله تعالى، قال سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ {محمد:9} ولكن إن كانت كراهية أخيك لهذه الكلمة منصبة على أسلوبك في استعمالها، مع إيمانه بمقتضاها، فلا يكفر بذلك, قال ابن الجوزي في زاد المسير عند تفسير قوله تعالى: كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ {الأنفال:5}، فيها قولان، أحدهما: كارهون خروجك، والثاني: كارهون صرف الغنيمة عنهم, وهذه كراهة الطبع لمشقة السفر والقتال, وليست كراهة لأمر الله تعالى. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني