الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأسماء التي يجب تعظيمها وحفظها عن الامتهان

السؤال

جزاكم الله كل الخير على ردكم على ‏أسئلتنا.‏
أريد أن أعرف: ماهي الأسماء التي ‏يجب تعظيمها وحفظها من الامتهان ‏بعد اسم الله عز وجل، واسم النبي ‏محمد صلى الله عليه وسلم.
هل يجب أن نتلف أي اسم لنبي آخر ‏يسمى به إنسان عادي كيوسف، وداود، ‏وإدريس؟
كذلك ما حكم أسماء بنات النبي صلى ‏الله عليه وسلم مثل رقية، وزينب، ‏والأسماء الأخرى هل يجب حفظها ‏أيضا؟
‏ وكذلك أسماء الشهور الهجرية، ‏وكلمة مكة، والمدينة، والسعودية حيث ‏هو بلد عاش به النبي صلى الله عليه ‏وسلم؟ ‏
كذلك هل يكفي أن أكتب بقلم حبر ‏بشكل عميق على الكلمة بحيث لا ‏يظهر منها شيء واضح، حيث إنه ليست ‏لدي آلة لإعدام الأوراق، وكذلك لا ‏أستطيع أن أحرقها لصعوبة ذلك، ‏ولكون بعض الكتب ورقها مقاوم لا ‏يحترق بسرعة، حيث إني أفتش في ‏كل ورقة من مشترياتنا، فقد يكون ‏من انتاج السعودية، أو ماركة ‏الإسلامي مثل الدجاج. فكيف أتلفها ‏؟ ولا أستطيع أن أغض البصر أو ‏أتجاهل خوفا من كونه عمدا فأخرج ‏من الملة، أو قد يكون تكاسلا أحيانا؟‏
أجيبونا جزاكم الله كل الخير.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأسماء التي يجب تعظيمها وحفظها عن الامتهان هي أسماء الله، أو أسماء الأنبياء. وأما أسماء الناس، والأماكن، والدول، والشهور فليست كذلك.

قال ابن حجر في فتاواه: فإن القرآن وكل اسم معظم، كاسم الله، أو اسم نبي له، يجب احترامه وتوقيره وتعظيمه، والمقصود بأسماء الأنبياء ما يفهم منه أنه لنبي، بحيث يقرن به من العبارات ما يفهم أنه لنبي، كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عيسى عليه الصلاة والسلام، أو موسى كليم الله ونحو ذلك، أما مجرد اسم محمد، أو عيسى، أو موسى، فلا يأخذ هذا الحكم. اهـ.
وأما محوك للاسم بالقلم حتى لا يبقى منه شيء، فهو كاف في حصول المقصود .

هذا، وننبه السائلة على أنه لا يجب عليها تتبع الأوراق للتأكد من عدم وجود اسم الله فيها، فتوقع نفسها في الحرج والمشقة البالغة، فإن هذا منفي عن الشريعة، كما قال تعالى: مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ {المائدة:6}، وقال سبحانه: هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره. رواه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني