الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النفقة تجب في الضروريات بقدر الوسع لقوام الحياة

السؤال

الظروف جعلت مني العائل الوحيد لأسرتي -أمي وإخوتي الذكور (40-50 عاماً ولكن لا يعملون)، طلبات أمي الكثيرة ورفضها أي تغيير في نوع الحياة التي تعودت عليها ترهقني، وأنا مثقلة بالديون، واقتربت من حافة الهاوية، وأي محاولة للحل تصدم برفض أمي وكلمة (لا) تجعلها تصب عليّ الدعاء وتمرض. فما هي واجباتي الشرعية تجاه أمي؟ وهل يمكن أن أعدل الوضع المعيشي للأسرة متجاهلة ردود أفعالها؟ وهل رضا الله في أن أدمر نفسي وأقترب خطوة خطوة نحو الإفلاس والدمار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأصل الأصيل في هذا الدين أن الله تعالى قد رفع الحرج عن الناس، فقال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا [الطلاق:7]. وقال: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].

ولا شك أن رضا الله تعالى في الالتزام بشرعه، وعدم الإسراف والتبذير، وسلوك سبيل القصد في الإنفاق، كما قال سبحانه: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً [الإسراء:29].

فنصيحتنا لك أن تتحري الحكمة في معالجة هذا الأمر، بحيث تتمكنين من الموازنة بين برك لأمك، وعدم إثقال كاهلك، وتكليف نفسك مالا تستطيعين، فإن يسر الله أمرك فذلك المطلوب والمرجو منه سبحانه، وإلا فإنه لا يلزمك من النفقة إلا ما لا غنى عنه من مأكول ومشروب وملبس ومسكن، بما في وسعك.

فقد نقل ابن المنذر الإجماع على أن نفقة الوالدين الفقيرين اللذين لا كسب لهما ولا مال واجبة في مال الولد، ومعلوم أن النفقة إنما تجب في الأشياء الضرورية التي لا بد منها لقوام الحياة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني