الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيارة العوائل المتبرجة... قبول أم رفض

السؤال

أعيش في بلد أوروبي واتصل بي أحد أصدقائي المسلمين وأخبرني بنيته زيارتي في بيتي هو وزوجته المسلمة، وبما أن زوجته لا ترتدي الحجاب فإن زوجتي رفضت الزيارة، فما هو الأفضل شرعا؟ أن نقبل الزيارة أم نرفضها؟ علما بأن الاختلاط بالنسبة لنا كأسرة مسلمة غير وارد، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يجزيكم خيرا على مراعاة أحكام الشرع في أسرتكم المسلمة ثبتكم الله ويسر على طريق الخير خطاكم، وجوابا على هذا السؤال الذي أوردته نقول: إن لم تخش من زيارة هذه المرأة المتبرجة فسادا على أهلك فالأولى أن لا ترفض هذه الزيارة، والمسلم مباح له شرعا استضافة الكافر، فالمسلم العاصي أولى، قال تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ {التوبة:6}.

وأخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنها ـ قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش، فاستفيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله؛ قدمت علي أمي وهي مشركة راغبة أفأصل أمي؟ قال: نعم، صلي أمك.

ومثل هذه الزيارات قد تخلق نوعا من تأليف القلوب بين الأسرتين، ويمكن أن يستغل في التأثير عليها ودعوتها إلى الخير، وفي ذلك من الفضل ما فيه، ويمكن مراجعة فضل الدعوة وأساليبها بالفتاوى التالية أرقامها: 21186، 18815، 60007، 67887، 8580، 53349.

وأما بخصوص الاختلاط المحرم: فيجب المنع منه، ولمعرفة ضابط الاختلاط المحرم راجع الفتوى رقم: 173063.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني