الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريق إلى الدعوة في ضوء الكتاب والسنة

السؤال

أيها المشايخ الفضلاء ما هي الطريقة المثلى للدعوة إلى الكتاب والسنة في مجتمع تغلب فيه المعاصي والبدع والبعد عن شرع الله مع قلة علماء أهل السنة ومحاربتهم من السلطة، فلا تكاد تجد مجلسا للعلم يدرس فيه شيئا من العلوم على منهاج أهل السنة والجماعة وفي الحقيقة نتأثر عند مشاهدة ما هي عليه الحالة في بعض الدول كالمملكة السعودية وإمارة الشارقة من خير وصلاح ونسعى للقيام بدور إيجابي في مجتمعنا لكن لا نحن علماء نستطيع إقامة الحجة وليست لدينا وسائل حقيقية للعمل فما هي نصيحتكم لنا؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الدعوة إلى الله تعالى وإلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من أشرف الأعمال وأفضل الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى الله تبارك وتعالى، ولشرف هذه المهمة وصعوبتها فإنها لا يتحملها إلا أصحاب الهمم العالية الذي يبذلون في سبيلها النفس والنفيس، ولهذا، فهي مهمة أشرف الناس وهم الأنبياء والمرسلون والدعاة والمصلحون.. في كل زمان ومكان.

وقد خاطب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف: 108}، فالدعوة أمانة في عنق كل من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الناس يختلفون في ذلك حسب اختلاف مواقعهم وإمكاناتهم ومؤهلاتهم.

والذي ننصح به السائل الكريم وأمثاله أن يطلبوا من العلم ما يؤهلهم لأن يعقدوا حلقة تلاوة للقرآن الكريم في مسجد أو في بيت يوميا أو حسب ظروفهم وأن يضعوا برنامجا لحفظ شيء من الأحاديث النبوية بدءا بالأربعين، ويتعلموا مبادئ فقه العبادات وشيئا من أساليب الدعوة.. ثم يتدرجوا في الحفظ لكتاب الله تعالى وبعض متون الحديث والفقه وكتب الدعوة واللغة.. حتى يستقيم عودهم فينطلقوا بالدعوة إلى الله تعالى وسوف يجدون من الوسائل لتبليغ الدعوة وقبولها ما لم يكن لهم في حسبان. كما قال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ {محمد: 7}. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 30150، 53349.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني