الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذِكْر الشخص أمه بسوء عند من لا يعرفها غيبة وعقوق

السؤال

إذا قال لي شخص شيئًا سيئًا فعلته أمه، وأنا لا أعرف أمه نهائيًا, و لم يسبق لي رؤيتها، فهل ذلك من الغيبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فلا شك في أن إخبار الشخص المذكور بأن أمه فعلت أمرًا سيئًا يُعتبر من الغيبة, ولو كان السامع لم يرها ولم يعرفها من قبل؛ لأنه لما أخبر أنها أمه صارت معلومة العين, بخلاف ما لو قال: إن امرأة فعلت كذا ولم يُخبر أنها أمه, بل حتى غيبة المجهول فإنها لا تباح إذا أفضت إلى البحث عنه وإمكان التعرف عليه, قال الشيخ ابن عثيمين عن غيبة المجهول: بشرط أن لا يفضي ذلك إلى البحث عنه وإمكان التعرف عليه. اهــ
وقال أيضًا - رحمه الله تعالى -: الغيبة التي يعبر بها عن شخص مجهول, مثل أن يقول من الناس من يقول كذا أو من الناس من يفعل كذا لا بأس بها, بشرط ألا يفهم السامع بأنه فلان, فإن فهم السامع أنه فلان فلا فائدة من الإتيان بصفة عامة, ولهذا كان من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أراد إنكار شيء على قوم قال: (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا) فإذا قلت بعض الناس يقول كذا أو يفعل كذا أو ما أشبه ذلك فلا بأس, أما إذا قلت: قال فلان كذا وفعل فلان كذا مما يعاب عليه فهذه غيبة. اهــ .
وإضافة إلى أن هذا الكلام غيبة فإنه أيضًا عقوق للأم.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني