الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل المرأة في مكان فيه اختلاط

السؤال

أعيش في بلد نصفه مسيحي والآخر مسلم وهذا يستدعي مني التعامل بشكل مختلف عما كنت سأقوم به لو عشت في بيئة مسلمة فأنا أعمل في وظيفة تضطرني الالتقاء بأعداد كبيرة من الرجال والنساء من الديانتين بكل ما يعنيه ذلك من متاعب نفسية لي كفتاة ملتزمة ولا تصافح الرجال.. أحيانا كثيرة أفكر في الاستقالة من عملي لكنني أتراجع لأنه ليس لدي من يصرف علي لأن والدي متوفى ولا إخوان لدي وسؤالي هو كيف أستطيع التعامل في مثل هذا الجو بحيث أحافظ علي ديني ولا أفرط في أي حق من حقوق الرحمن على أن أحافظ في الوقت نفسه على مشاعر الديانات الأخرى؟أفتوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأصل عدم جواز عمل المرأة في مكان يكون فيه اختلاط بين الرجال والنساء إلا أنه إذا دعت الضرورة والحاجة الملحة لذلك ولم تجد المرأة وسيلة للنفقة على نفسها وأولادها غير هذا المكان فلا مانع، لقوله تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْه) [البقرة:173].
ثم إنه يلزم الأخت السائلة إن توفرت فيها الضوابط التي أشرنا إليها أن تكون ملتزمة بالحجاب والآداب الإسلامية، وأن تتحاشى الرجال ما أمكنها ذلك.
وأما بشأن أصحاب الديانات غير الإسلامية، فإنه يجب العدل معهم مع عدم موالاتهم ومصادقتهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) [المائدة: 51].
وللفائدة راجعي الفتاوى التالية: 8528، 8360، 3681، 1234.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني