الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرؤية الشرعية في العمرة لأجل الزواج وتخصيص الدعاء فيها لذلك

السؤال

هل يجوز أداء العمرة على نية شيء معين - كنية الزواج, أو العمل - وتخصيص الدعاء في العمرة لهذا الشيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فأداء العمرة طلبًا لزواج أو غيره من الأمور الدنيوية - من غير استحضار التقرب لله تعالى - يعتبر من العمل الصالح الذي أريد به ثواب الدنيا, وهذا مذموم شرعًا, كما فصلناه في الفتوى رقم: 197723عن حكم من قصد بالطاعة ثمرتها العاجلة في الدنيا.

ومن ثَمَّ فلا يجوز لك - أيتها السائلة - أن تعتمري لأجل الزواج فقط - أو غيره من أمور الدنيا - ولكن انوي بعمرتك التقرب إلى الله تعالى, ونيل رضاه وثوابه في الدنيا والآخرة, ولا بأس أن تدعي في عمرتك بأن ييسر الله لك الزواج, أو يرزقك من الدنيا, ولا تجعلي دعاءك خاصًا بالدنيا, ولا تقصري دعاءك على طلبها فتتشبهي بمن قال الله فيهم: فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ {سورة البقرة:201}, قال ابن كثير: وتضمَّن هذا الذمّ التنفير عن التشبه بمن هو كذلك, قال سعيد بن جبير: عن ابن عباس: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف، فيقولون: اللهم اجعله عام غَيث, وعام خصْب, وعام ولاد حسن, لا يذكرون من أمر الآخرة شيئًا، فأنزل الله فيهم: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}. اهــ
وقال القرطبي: ويجوز أن يتناول هذا الوعيدُ المؤمنَ أيضًا إذا قَصر دعواته في الدنيا. اهــ.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني