الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تعلق بكاهن حرمه الله التوفيق والرعاية

السؤال

تزعم زوجة أخي أنها زارت عرافة والعياذ بالله وقالت لها بأن ابنة فلان هي(أي أختي)التي سحرتك فأصبحت مريضة لا رغبة لها في الحياة وأهلها أقروا بهذا ونحن في خلاف وهم يطالبون أختي بأن تقسم على المصحف الكريم إن كانت بريئة وهي لا تعارض . فما رأي الدين في كل هذا؟ والسلام عليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأولاً لقد وقعت هذه المرأة في منكر عظيم وجرم كبير وهي أنها ذهبت إلى عراف، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد وأبو داود.
ومثل هذه المرأة قد وقعت في الكفر -المذكور في الحديث- لأنها صدقت العراف وعملت بمقتضى ما قال واتهمت تلك المرأة بناء على قول العراف.
وقوله لا يثبت به حكم شرعي أبداً ولا يجوز أن يبنى عليه شيء، بل المأمور به شرعاً هو تكذيبه وعدم تصديقه ولذلك فإنها لما صدقته وكلها الله إليه، فنزل بها المرض والهم والغم تصديقاً لقول رسول صلى الله عليه وسلم: من تعلق شيئاً وكل إليه. رواه أحمد والترمذي.
فمن تعلق بقول الكاهن وكله الله إليه وحرمه توفيقه ورعايته، فعلى هذه المرأة أن تتوب إلى الله من فعلها، وكذلك من اتهامها لأختها المسلمة بهذا المنكر، ومثل هذا الاتهام لا يثبت إلا بالأدلة الشرعية المعروفة لا بقول العرافين المكذَبين على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين أمرنا نحن بتكذيبهم وعدم تصديقهم وعلى هذه المرأة إن ابتليت بمرض أو وجع أن تطلب له الدواء والشفاء المشروع كما هو مبين في الفتوى رقم:
5531.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني