الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أسباب الفوز بأعلى الجنة

السؤال

كيف ندخل أعلى الجنة؟ وهل يلزمنا العفو عن كل من آذانا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن أسباب نيل أعلى الجنة: حفظ القرآن وتلاوته بترتيل، والعمل به، لقوله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل... الحديث. رواه الترمذي وصححه.

قال الخطابي: فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة، ومن قرأ جزءًا منه كان رقيه من الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة. انتهى.

وجاء في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي:... جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة، ومن قرأ جزءاً منه كان رقيه في الدرج على ذلك، فيكون منتهى الثواب على منتهى القراءة. اهـ.

وفي عون المعبود شرح سنن أبي داود: صاحب القرآن: من يلازمه بالتلاوة والعمل والتدبر.. لا من يقرؤه ولا يعمل به. اهـ.

ومنها: حسن الخلق، لقوله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. رواه أبو داود، وحسنه الألباني.

ومنها الدعاء: كما في حديث البخاري: إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة. انتهى.

وفي دعاء عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: اللهم إني أسألك نعيما لا يبيد، وقرة عين لا تنفد، ومرافقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنة جنة الخلد. رواه أحمد، وحسنه الألباني.

وأما العفو عن المؤذي: فلا يلزم، ولكنه هو الأولى إلا إذا ترتب على العفو مفسدة، كما بينا ذلك في الفتويين رقم: 112756، ورقم: 54408.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني