الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الابن إذا أمره أبوه أن يظل في المحل يبيع البيرة ويترك صلاة الجمعة

السؤال

والدي يبيع البيرة التي تحتوي على ‏الكحول، ويطلب مني مساعدته.‏
‏ فهل إذا رفضت يعتبر عصيانا له، ‏علما أنني لا أستلم نقودا مقابل ذلك، ‏ودائما يطلب مني أن أظل في المحل ‏ويذهب هو لصلاة الجمعة، ويسب ‏أمي وهي في قبرها؟
‏ أفيدوني.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك أن تساعد أباك في بيع البيرة التي تحتوى على الكحول المسكر ؛ فقد حرم الله تعالى الخمر وكل مسكر: بيعه، وشربه، وكل ما أعان على ذلك؛ وانظر الفتوى رقم: 5816.

كما لا يجوز لك أن تترك صلاة الجمعة بغير عذر؛ فإن ذلك من كبائر الذنوب؛ وانظر الفتوى رقم: 31502.

ومع أن حق أبيك عليك عظيم، وبره من آكد الواجبات، وعقوقه من كبائر الذنوب، إلا أن طاعته لا تجوز في ما ينافي طاعة الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. وقوله صلى الله عليه وسلم: السمع والطاعة على المرء المسلم في ما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. متفق عليهما. وقوله صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه السيوطي والألباني.

والواجب عليك أن تبذل كل وسعك في نصيحة أبيك لينتهي عن بيعه لهذه البيرة، وأن يقنع بالحلال الطيب.

كما ينبغي نصحه أيَضًا بالكف عن سب والدتك؛ وانظر في ما جاء في الفتويين: 73859 / 102033.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني