الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأولى إتمام الصف الذي بين السواري إم إنشاء صف جديد

السؤال

بارك الله فيكم على هذه الخدمة التي تقدمونها. في مسجدنا الذي نصلي فيه, كل صف من صفين تقطعه سارية, وأنا أعلم أن السلف كانوا يكرهون الصلاة في الصف المقطوع بسارية. وفي بعض الأحيان يتقدم بعض العامة ويبدؤون الاصطفاف في الصف المقطوع، وبعض الشباب يرفضون إتمامه، ويحتجون بفعل السلف. فأي الأمرين أقرب للصواب إتمام الصف مع من بدأ فيه ولو قطع بسارية أم بدء صف جديد؟ المرجو ذكر الدليل إن كان فيه دليل بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فليعلم أولا أن الصف بين السواري إنما يكره حيث كان المسجد واسعا، وأما عند الضيق فلا حرج في الصف بين السواري.

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: الصف بين السواري جائز إذا ضاق المسجد، حكاه بعض العلماء إجماعاً، وأما عند السعة ففيه خلاف، والصحيح: أنه منهي عنه؛ لأنه يؤدي إلى انقطاع الصف لا سيما مع عرض السارية. انتهى.

فإذا كان هذا الصف بين السواري حيث لا كراهة فيه، فالذي ينبغي إتمام هذا الصف، وألا يقام صف جديد حتى يتم الذي قبله، وأما إذا صف البعض بين السواري حيث لا يشرع ذلك، فينصحون بأن لا يصفوا بين السواري، فإن لم يستجيبوا فهل الأولى للآخرين أن يصفوا معهم أو يقيموا صفا جديدا؟ لم نقف على نص واضح في المسألة، والذي يظهر أنهم لا يقفون معهم في هذا الصف لأجل النهي عن الصف بين السواري، وأن ينشؤوا صفا جديدا والعلم عند الله تعالى، لكن إذا خيفت الفتنة أو المفسدة إذا ترك إتمام هذا الصف، فليتم وليصل فيه درءا لتلك الفتنة, وقد بينا في فتاوى كثيرة أن بعض المستحبات قد يتساهل فيها لمصلحة تأليف القلوب؛ ولتنظر الفتوى رقم: 134457.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني