الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدلائل على أن كلام الله بعضه أفضل من بعض

السؤال

ما هو فضل قراءة سور القرآن (الأحاديث التي ذكرت في فضل سور القرآن)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد فضل الله تبارك وتعالى بعض كلامه على بعض، فقال عز وجل: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:106]، وقال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ [المائدة:48].

قال ابن تيمية - رحمه الله -: وحكى هذا القول - يعني تفضيل القرآن بعضه على بعض - عمن حكاه من السلف، القاضي عياض في شرح مسلم، قال في قول - النبي صلى الله عليه وسلم - لأُبيّ: أتدري أي آية من كتاب الله أعظم؟ وذكر آية الكرسي.. فيه حجة تفضيل بعض القرآن على بعض، وتفضيل القرآن على سائر كتب الله عند من اختاره، منهم: إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء المتكلمين. اهـ.

وقال ابن تيمية أيضًا: وفي الجملة : فدلالة النصوص النبوية والآثار السلفية والأحكام الشرعية والحجج العقلية على أن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو من الدلالات الظاهرة المشهورة. اهـ.

وقد ورد عن النبي -صلى لله عليه وسلم- كثيرٌ من الأحاديث التي دلت على فضل سور وآيات معينة، منها ما هو صحيح، ومنها ما هو ضعيف، ومنها ما هو موضوع، ومن أمثلة الأحاديث الموضوعة الواردة في ذلك، حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- الوارد في فضائل سور القرآن سورة سورة، وقد سبق الفتوى عنه برقم: 18526.

ومن أمثلة الأحاديث الضعيفة، ما ورد في فضل سورة يس والواقعة وغيرهما.

ومن أمثلة الأحاديث الصحيحة، ما ذكرناه في الفتوى: 18178، ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية: 5110، 12197، 15184، 17086.

ويمكن للسائل الكريم الرجوع إلى كتب السنة الصحيحة التي ورد فيها فضائل القرآن الكريم، مثل: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، والسنن الأربعة بتحقيق الشيخ الألباني وكتاب: التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي، وكتاب: رياض الصالحين- له أيضًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني