الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى كلمة (الملكة) في قول ابن القيم: من رؤية الملكة

السؤال

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين: قال شيخ الإِسلام الأَنصاري: الفقر اسم للبراءَة من رؤية الملكة وهو على ثلاث درجات: الدرجة الأُولى فقر الزهاد، وهو نفض اليدين من الدنيا ضبطاً أَو طلباً، وإِسكات اللسان عنها ذماً أَو مدحاً والسلامة منها طلباً أَو تركاً، وهذا هو الفقر الذي تكلموا في شرفه.
الدرجة الثانية: الرجوع إِلى السبق بمطالعة الفضل، وهو يورث الخلاص من رؤية الأَعمال، ويقطع شهود الأَحوال، ويمحص من أَدناس مطالعة المقامات.
والدرجة الثالثة: صحة الاضطرار والوقوع في يد التقطع الوحداني والاحتباس في بيداءِ قيد التجريد، وهذا فقر الصوفية.
فقوله: الفقر اسم للبراءَة من رؤية الملكة ـ يعني أَن الفقير هو الذي يجرد رؤية الملك لمالكه الحق، فيرى نفسه مملوكة للَّه لا يرى نفسه مالكاً بوجه من الوجوه، ويرى أَعماله مستحقة عليه بمقتضى كونه مملوكاً عبداً مستعملاً فيما أَمره به سيده، فنفسه مملوكة، وأَعماله مستحقة بموجب العبودية، فليس مالكاً لنفسه ولا لشيء من ذراته ولا لشيء من أَعماله، بل كل ذلك مملوك عليه مستحق عليه، أرجو أن تساعدني في ضبط كلمة: الملكة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر ـ والله أعلم ـ أنها بفتح الميم واللام، من مَلَكَ الشيء يَمْلِكُه.. قال في تاج العروس: وأَقَرَ بالمَلَكَةِ، مُحَرَّكَةً وبالمُلُوكَة بالضّمِّ أي: بالمُلْكِ، وفي الحَدِيث: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَيئ المَلَكَةِ أي: الذي يُسيءُ صُحْبَة المَمالِيكِ، وفي حَدِيث آخر: حُسنُ المَلَكَةِ نَماءٌ، وسُوءُ المَلَكَةِ شُؤْمٌ ـ وجاء في المصباح المنير: مَلَكْتُهُ مَلْكًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ، وَالْمِلْكُ بِكَسْرِ الْمِيمِ اسْمٌ مِنْهُ، وَالْفَاعِلُ مَالِكٌ، وَالْجَمْعُ مُلَّاكٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْمَلْكَ بِكَسْرِ الْمِيمَ وَفَتْحِهَا لُغَتَيْنِ فِي الْمَصْدَرِ وَشَيْءٌ مَمْلُوكٌ وَهُوَ مِلْكُهُ بِالْكَسْرِ، وَلَهُ عَلَيْهِ مَلَكَةٌ بِفَتْحَتَيْنِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني