الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحدث بالشك أو التخوف من وقوع أحد في الزنا لا يبلغ حد القذف

السؤال

أود أن أستفسر عن حالتين أخاف أن أكون قد ارتكبت فيهما أنا وأمي القذف:
الحالة الأولى: أبي كان على علاقة بالهاتف بسيدة معه في العمل، وقد واجهته أمي بذلك فاعترف وأقر بذنبه ووعد بعدم العودة، وقد كانت أمي تخاف أن يكون قد أخطأ معها ـ أقصد الفاحشة ـ والأمر لم يتعد الشك، وقد أخبرتني أنا وأختي بذلك، وقد أنكرته أنا، وأحيانا كنت أقول يمكن ـ وأنا متأكدة من أنني قلت يمكن ـ أو لا أستبعد أن يفعل هذا، لا أذكر بالتحديد ما الذي قلته؟ ولم أكن أفكر أن هذا قد يكون قذفا وعندما أخبرتني أختي أنه قد يكون قذفا وأن له عقوبة توقفت تماما عن التحدث بشأنه أنا وأمي.
الحالة الثانية: أمي أخبرتني أن أبي عندما كان شابا كان له أصدقاء يأتون بالفتيات إلى بيوتهم وكانوا يدعونه، ولكن الله حماه من ارتكاب الزنا فكان لا يذهب إليهم، ولا أذكر ما الذي علقت به عندما سمعت هذه القصة، وهل قلت أن هذا معقول أن يفعلوا ذلك؟ أم قلت إنهم بهذا قد أصبحوا زناة؟ فكيف يعيشون بهذا الذنب؟ وقد أخبرت أختي بهذه القصة؟ فإن كان قذفا، فهل ينبغي أن أطلب إقامة الحد علي أم يكفي الاستغفار والتوبة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما وقع منك ومن أمّك في كلتا الحالتين الواردتين في السؤال لا نراه يبلغ حد القذف بمفهومه الشرعي، ولا يعدو أن يكون تخوفا وتشككا في وقوع هذا الفعل من أبيك أو من أولئك الشباب، كما أن شكك في الحالتين في صيغة اللفظ الذي صدر منك ـ هل هو مجرد تخوف أو اتهام ـ يسقط به الحكم بأن ما صدر منك قذف، لأن الأصل براءة الذمة، والأصل أيضا في كل فعل طارئ العدم، فلا يثبت إلا إذا تحقق منه، وبالجملة فلتتوبي إلى الله تعالى أنت وأمك من الخوض في هذا الأمر وتكرار الحديث فيه ولا تعودا لمثله, واستغفرا لمن اغتبتما، وهذا كاف في التوبة, ونسأل الله أن يتوب عليكما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني