الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل السفر لطلب العلم هجرة وجهاد في سبيل الله

السؤال

بادئ الأمر رعاكم ربي وحفظكم. وبعد: فإني طالب قد هاجرت إلى بلدٍ أوروبي بغية طلب علم نافع، نادر الوجود في بلادنا، وإن وجد فليس بالكفاءة المطلوبة. وليس من باب الرياء والله أعلم، لكن قصدي من هذا الطلب للعلم كان ولا يزال هو التمكين لدين الله، والانتصار له، والارتقاء بحال أمة الإسلام.
فهل هجرتي وهذا الحال -حالي- هي هجرةٌ في سبيل الله وإلى الله ورسوله ؟ وهل يعتبر هذا الطلب جهاداً في سبيل الله بالمال والنفس؟ وما هي نصائحكم وتوجيهاتكم للثبات على هذا المبتغى ؟ وجزاكم الله عني وعن كل مسلم خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسفرك هذا إلى بلاد الكفر لغرض الدراسة مع قيام الحاجة إلى ذلك، نرجو أن يكون سفرا مشروعا إذا كنت تتمكن فيه من إظهار دينك، وتأمن عليه الفتنة؛ وراجع للفائدة الفتوى رقم: 160277 .

أما ما سألت عنه من اعتباره جهادا بالنفس والمال، فليس هذا من الجهاد الذي هو قتال العدوّ، لكن إذا خلصت النية، وصحّ القصد نرجو أن يكون من الجهاد بطلب العلم الذي ينفع الأمة ويرفعها، فطلب العلم جهاد وأجره عظيم.

وقد سئل ابن عثيمين- رحمه الله تعالى- عن السفر إلى بلاد الكفر بغرض الدعوة هل يعتبر جهادا فكان مما قال: وأما مسألة الخروج في سبيل الله وجعل هذا من الجهاد فيقال: أما الجهاد الذي هو قتال الأعداء، فليس هذا هو الجهاد الذي هو قتال الأعداء، لكنه نوع من الجهاد؛ لأن طلب العلم والدعوة إلى الله عز وجل بما أعطاك من العلم نوع من الجهاد. اهـ.

أما نصيحتنا لك: فننصحك بتقوى الله عزّ وجل في السراء وفي الضراء، والتمسك بدينك، والمحافظة عليه، والبعد عن مواطن الفتن ومداخل الشيطان، فذلك رأس المال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني