الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الزوجة المتكرر للطلاق.. الحكم والعلاج

السؤال

عندي زوجة دائما تطلب الطلاق دون أي سبب يذكر، وذهبت إلى أهلها طالبة الطلاق، فقال أهلها إنها مصابة بمس وذهبوا بها إلى راق، فقال لهم ليس بها مس، فأرجعتها بإرادتها، وبعد أسبوعين بدأت تطلب الطلاق، وإذا ناقشتها في سبب الطلاق تقوم بالتجاوز علي، وهي الآن عند أهلها منذ شهرين وتردد نفس الكلمة، مع العلم أنني أسكن مع أهلي، وعندما تكون عند أهلي تكون مستقرة، وعند ما تكون معي في الغرفة وحدنا تبدأ بنفس المشكلة، مع أنني لم أقصر معها في شيء رغم العاملة السيئة منها لي، فماذا أفعل؟ وعندي بنت منها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس عليك أن تخضع لطلب هذه الزوجة ولا أن تنصاع لها فيما تطلب منك فتطلقها، وطلبها للطلاق لغير ضرر ولا مسوغ شرعي صنيع محرم، وإثمه عظيم يجب عليها أن تقلع عنه فتتوب، ففي حديث ثوبان: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. قال الألباني: صحيح.

قال العباد في شرح أبي داود: وهذا يدل على أنه لا يجوز للمرأة أن تسأل الطلاق إلا لأمر يقتضيه ويُحتاج إليه، أما أن تسأله من غير بأس ومن غير أمر يقتضيه، ففيه هذا الوعيد الشديد الذي يدلنا على تحريمه وأنه لا يسوغ، وهو يدل على أن الطلاق ليس بمحبوب ولا مرغوب.

وإذا رأيت أن تطلق هذه المرأة رغبة عنها، فالأصل أن ذلك مشروع، لكن ينبغي أن توازن في أمر الطلاق بين المصلحة والمفسدة، فتقدم من ذلك ما هو راجح على ما هو مرجوح، ولا تقدم على الطلاق إلا بعد استفراغ جهدك في إصلاح زوجتك والوقوف على أسباب نفرتها، فقد يكون ثمت سبب لا تعلمه، فإذا علمته وعالجته انتهت مشكلتك معها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني