الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من اتباع الهوى الأخذ برأي فقهي ضعيف لمصادفته هوى الشخص

السؤال

هل اتباع الهوى ينطبق على من صادف هواه رأيا فقهيا ولو ضعيفا؟ مثل اتباع الرأي القائل بجواز الموسيقى؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيحصل اتباع الهوى ولو صادف رأياً فقهياً ضعيفا، فإن الإنسان يحرم عليه تتبع رخص وزلات العلماء، وراجع الفتوى رقم: 58470.

وعليه إذا اختلف الفقهاء عليه ألا يتشهي، وإنما يتبع أوثقهم في نفسه، وراجع الفتوى رقم: 44633.

ومن الآراء الشاذة القول بحل الموسيقى والغناء المصاحب لها، فتحريم الموسيقى لأنها من المعازف وقد حكى غير واحد الإجماع على تحريمها كابن القيم وابن حجر الهيتمي، وانظر الفتويين رقم: 1455، ورقم: 6110.

ومن المفيد في هذا الموضوع مراجعة إغاثة اللهفان لابن القيم، وذم الهوى لابن الجوزي، وليعلم أنه كلما أقبل المرء على الوحي ـ القرآن ـ كلما خرج ضده، وهو الهوى، قال تعالى: وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ {ص: 26}.

وقال: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ * هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ {الجاثية:18ـ21}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني