الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يمس الرجل يد امرأة أجنبية عنه

السؤال

عندي مسألة بخصوص عملي في الحرم: أعمل في الحرم ولله الحمد، وأساعد في التنظيم في الملتزم، وأمنع اختلاط النساء بالرجال عند الملتزم. فأحيانا مع شدة الزحام أرى نساء بين رجال تتعلقن بباب الكعبة ونحوه، وخلفها وبجانبها رجال، علما بأن هؤلاء النسوة لا يتكلمن العربية. حاولت محادثتهن فلم أستطع، فأمسكتها من يدها كي أخرجها من المكان الذي هي فيه.
فهل هذا محرم ؟
أرجو الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاجتهد في تحذير النساء، ونهيهن عن مزاحمة الرجال بما أمكن من الوسائل المشروعة، أما مس يد إحداهن فليس من الوسائل المشروعة، بل هو وقوع في بعض ما نهيت عنه وحذرت منه.

وقد أخرج ابن ماجه في سننه عن عائشة أنها قالت: والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء إلا ما أمره الله، ولا مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن: قد بايعتكن كلاما. صححه الألباني.
قال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان: كونه صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء وقت البيعة، دليل واضح على أن الرجل لا يصافح المرأة، ولا يمس شيء من بدنه شيئا من بدنها؛ لأن أخف أنواع اللمس المصافحة، فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة، دل ذلك على أنها لا تجوز، وليس لأحد مخالفته صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو المشرع لأمته بأقواله، وأفعاله، وتقريره. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني