الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حجة العاق لوالديه هل يتقبلها الله

السؤال

ماهو حكم الشرع في رجل عاص لأبيه، حج بيت الله الحرام ومازال على عصيانه لحد الآن. ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله عز وجل أمرنا بالإحسان إلى الوالدين وذكر حقهما بعد حقه سبحانه وتعالى، فقال جل شأنه:وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا [الإسراء:23].
وقال سبحانه:وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14].
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الوالدين أحق الناس بحسن الصحبة في أحاديث كثيرة، وقد وردت نصوص كثيرة في الوعيد لمن عق والديه، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من الكبائر فقال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله وعقوق الوالدين. رواه البخاري ومسلم.
فالواجب على من عق والديه أو أحدهما أن يتوب إلى الله عز وجل توبه صادقة مستوفية لشروطها وأركانها وذلك بالندم على ما فات، والإقلاع عن هذا العمل في الحال، والعزم على أن لا يرجع إليه في المستقبل، وعليه أن يستسمح والده مما قد صدر منه.
وأما حجه لبيت الله فهو من جملة الأعمال الصالحة نسأل الله أن يتقبل منه، ولا يؤثر عليه ما وقع فيه من ذنب آخر، بل الواجب التوبة من سائر الذنوب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني