الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة من وجد في ثوبه بللا بعد النوم فتوضأ وخلع الثوب وتيمم وصلى

السؤال

أذن أذان الفجر فذهبت لأتوضأ فوجدت سائلا على ثيابي الداخلية فأكملت وضوئي ثم نزعت الثياب وتيممت وذهبت للصلاة في المسجد فما حكم صلاتي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسائل الذي لاحظته له عدة حالات:

1ـ أن تتحقق كونه منيا لوجود ما يدل لذلك من رائحة أو لون مثلا، فهنا يجب عليك أن تغتسل من الجنابة، وأن تعيد ما صليته بعد آخر نومة، لأن الفعل ينسب إلى أقرب زمن, كما سبق في الفتويين رقم: 71815، ورقم: 40569.

هذا مذهب الجمهور، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه من أهل العلم بعدم لزوم الإعاد،ة والراجح مذهب الجمهور، وراجع الفتوى رقم: 166105.

2ـ أن تتيقن أن البلل مذي فتكون صلاتك صحيحة إذا كنت قد غسلت ما أصابه المذي من ذكرك وبقية بدنك وثيابك ثم توضأت وصليت بثوب طاهر، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 49490.

3ـ أن تجهل حقيقة البلل هل هو مني أم مذي أم غيرهما؟ فإن شئت جعلته منيا فتغتسل من الجنابة وتعيد ما صليته من فرائض قبل غسل الجنابة بناء على مذهب الجمهور, وإن شئت جعلته مذيا فتصح صلاتك إذا كنت قد غسلت نجاسة المذي عن البدن والثياب وتوضأت وصليت بثوب طاهر، وهذا التفصيل للشافعية, وهو المفتى به عندنا، كما سبق في الفتوى رقم: 118140.

وجاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: فإن قلنا بالتخيير فتوضأ وصلى في ثوب آخر صحت صلاته، وإن صلى في الثوب الذي فيه البلل ولم يغسله لم تصح صلاته، لأنه إما جنب، وإما حامل نجاسة. انتهى

أما تيممك: فهو في غير محله، لأن التيمم إنما يشرع عند عدم الماء أو العجز عن استعماله، وأنت تستطيع استعمال الماء ـ كما يظهر من السؤال ـ وللتعرف على صفات المذي والمني راجع الفتوى رقم: 56051.

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 118947.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني