الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستهزاء باللحية هل يعتبر ردة

السؤال

في عطلة الصيف الماضي تشاجرت مع خالي المتدين وقلت له: أبو لحية، وأخائف أن أكون قد ارتددت ـ والعياذ بالله ـ وقد تصالحنا ـ أنا وخالي ـ والآن أمورنا في أطيب حال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقولك لأخيك المسلم المتمسك بالسنة: أبو لحية ـ معصية عظيمة، لأنها استهزاء وسخرية ولمز وتعيير لمسلم بسنة من سنن الفطرة وواجب من واجبات الملة وشعيرة من شعائر الدين، وهي معدودة في الكبائر، قال الإمام الهيتمي في الزواجر: الكبيرة الحادية والخمسون بعد المائتين: السخرية والاستهزاء بالمسلم.

فهذا يستوجب منك التوبة النصوح، ثم هل يعتبر هذا ردة ـ عياذا بالله ـ وكفرا بعد إسلام أم لا؟ فهذا راجع إلى نيتك وقصدك، فراجع نيتك في ذلك، فإن كان قصدك من ذلك القول حين قلته الاستهزاء بسنة اللحية، وهذه الشعيرة، فهذا من نواقض الإيمان، وفي هذه الحالة عليك مراجعة الفتوى رقم: 183521، لمعرفة أحكام من أتى شيئا من موجبات الردة.

وهل تصح صلاة بعد الردة قبل التوبة؟ انظر لذلك الفتوى رقم: 72201 .

وإن كان مرادك الاستهزاء والتهكم بخالك شخصا ـ بسبب الشجار الذي دار بينكما ـ فهذه كبيرة من كبائر الذنوب تستوجب التوبة وليست من نواقض الإيمان، وفي كلا الحالتين لا بد من الاعتذار وطلب السماح من خالك، وأرجو أن يكون ذلك قد تحقق بالتصالح الذي ذكرته بينكما، ولمزيد من التفاصيل والتفريق بين الحالتين راجع الفتوى رقم:37125، بعنوان: حكم السخرية من شعيرة اللحية.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني