الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجمع المصاحف المتروكة بعد انتهاء الدراسة في كراتين فما حكم أخذ أحدها؟

السؤال

عندما كنت أدرس في المدرسة كان بعض الطلاب يتركون أو ينسون مصاحفهم الخاصة بهم في المدرسة، وبعد كل فصل دراسي يتم جمع المصاحف من قبل العاملين في المدرسة ويضعونها في كراتين، علمًا أن بعض الطلاب قد تخرج، وبعضهم الآخر قد انتقل إلى السنة التي تليها، وكانت إحدى هذه الكراتين متروكة في الفصل الذي أدرس فيه، وقد أخذت أحد هذه المصاحف؛ لأنه أعجبني لكونه صغير جدًّا، ولأن به تفسيرًا وشرحًا لمعاني الكلمات، فما حكم ذلك؟ وهل يعتبر سرقة أم ماذا؟ والمصحف معي منذ مدة ولا أعلم من هو صاحبه، فهل أخطأت؟ وإذا كنت على خطأ، فما الذي يجب عليّ فعله للتكفير عن هذا؟ فلربما كان صاحبه يريده وحزن على فقده، وهذا ما يقلقني، أرجو إفادتي - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان المصحف المذكور يملكه أحد طلاب تلك المدرسة فأنت مخطئة في أخذه بغير إذن مالكه، وكفارة ذلك بذل الجهد في إرجاع المصحف المذكور لمالكه, فإن تعذر ذلك فتصدقي بهذا المصحف بوضعه في مسجد، أو مركز إسلامي, أو نحو ذلك من مصالح المسلمين العامة، جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: كل مال لا يعرف مالكه من الغصوب, والعواري, والودائع, وما أخذ من الحرامية من أموال الناس، أو ما هو منبوذ من أموال الناس، فإن هذا كله يتصدق به ويصرف في مصالح المسلمين. انتهى.

وأخذ هذا المصحف لا يعتبر سرقة؛ لأنه لم يكن موضوعا في حرز مثله، بل يعتبرهذا الفعل خيانة وتعدٍّ على مال الغير بغير وجه شرعي، وقد جاء تعريف السرقة في اصطلاح الفقهاء في الموسوعة الفقهية كما يلي: السرقة في اللغة: أخذ الشيء خفية، وفي الاصطلاح: أخذه خفية ظلمًا في حرز مثله، بشروط تذكر في بابها. انتهى.

وفي حال ما إذا دلت القرائن على كون هؤلاء الطلبة يتركون مصاحفهم لعدم الحاجة إليها, ويسمحون لمن شاء بأخذها, فلا شيء عليك في أخذ هذا المصحف, ولك الاحتفاظ به للقراءة فيه, والاستفادة منه, ولا إثم عليك - إن شاء الله تعالى -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني