الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر الزواج خير أم شر؟

السؤال

عمري 27سنة، ولم أتزوج حتى الآن، مع العلم أن لدي مقومات يرغبها الناس من ناحية الشكل، والنسب.
سؤالي: أحيانا تمر بي فترات يأس شديد، وضيق، وقنوط؛ لأنني تقريبا استنفدت أغلب محاولاتي، وأسبابي للزواج: فأنا أدعو الله منذ حوالي أربع سنوات، وعملت عدة برامج رقية، وبقدر ما أستطيع أحاول الخروج والاختلاط مع الناس، اختلاطي قليل بسبب والدتي فهي غير اجتماعية أبدا، وتريدني مثلها.
هل ربي سبحانه لو أراد لي الزواج سأتزوج حتى لو لم أتزوج أم لا بد أن أعمل بالأسباب جميعها حتى الصعبة علي؟
أرجوكم الدعاء لي فأنا في كرب عظيم، خصوصا أن أغلب صديقاتي وقريباتي الأصغر مني تزوجن، وليس لدي خالات ولا عمات حتى يسعين لي في الزواج!! والقريبات فيهن غيرة وحسد لا أعتقد أنهن يتمنين لي الخير.
ملاحظة: لقد أرسلت أسئلة عديدة ولم أجد إجابتها حتى الآن من فترة طويلة. كيف السبيل إليها ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، سبحانه لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا ريب في كون الزواج كغيره مما يجري على العباد في الدنيا من أقدار الله التي كتبها قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ولكن الإيمان بالقدر لا يعني أن يترك العبد الأسباب المشروعة التي يقدر عليها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 147493.
فلا تيأسي وخذي بالأسباب المشروعة كالدعاء مع حسن الظن بالله وعدم تعجل النتيجة، واعلمي أنه لا حرج على المرأة في عرض نفسها على رجل صالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم:108281.
وثقي أن أقدار الله عز وجل، يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، فلا تجزعي لتأخر زواجك، وثقي بأن الله قد يصرف عنك شيئا ترغبين فيه ويدخر لك خيرا منه.

قال ابن القيم في الفوائد: والعبد لجهله بمصالح نفسه، وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه، لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني