الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجب طاعة الوالدين إن أمرا بالدراسة الجامعية؟

السؤال

أنا طالب علم من مصر عمري 21 عامًا، أعيش مع والدتي وأختي، وهي منفصلة عن والدي, ولا أريد إكمال التعليم الجامعي, وأكرهه كرهًا شديدًا, ووالدي ووالدتي يريدانني أن أكمله, وقد غضبا غضبًا شديدًا، وقالا لي: "إن لم تكمله فاترك المنزل" فبرًّا بهما قررت أن أدخل كلية تربية رياضية؛ لأنه ليس بها اختلاط, فإذا لم يقبلوني بها، ولم توجد جامعة أخرى غير مختلطة ألتحق بها، وتركت المنزل - لأنهم يجبروني على التعليم الجامعي - فهل بتركي للمنزل والسفر أكون عاقًّا، علمًا أن أمي سوف تحزن حزنًا شديدًا وتبكي ويسبب لها ذلك ضررًا كبيرًا, وأنا لا أريد أن أضر ديني على حساب طاعتهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطاعة الوالدين في المعروف، واجبة، ومخالفتهما - في غير معصية - إذا تأذيا بها أذى شديدًا عقوق.

قال الهيتمي: كَمَا يُعْلَمُ مِنْ ضَابِطِ الْعُقُوقِ الَّذِي هُوَ كَبِيرَةٌ، وَهُوَ أَنْ يَحْصُلَ مِنْهُ لَهُمَا أَوْ لِأَحَدِهِمَا إيذَاءٌ لَيْسَ بِالْهَيِّنِ - أَيْ عُرْفًا - وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْعِبْرَةَ بِالْمُتَأَذِّي.

ولا ريب في كون الاختلاط في الجامعات باب فتنة وذريعة فساد، لكن ذلك لا يعني تحريم الدراسة في الجامعات المختلطة مطلقًا، فمن يقدر على المحافظة على نفسه من الوقوع في المحرمات يجوز له أن يلتحق بتلك الجامعات، لا سيما إذا لم يكن بإمكانه الالتحاق بغيرها؛ وراجع الفتوى رقم: 208042.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني