الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجب تجنب الحفل الكبير في الأعراس إذا كان سترتكب فيه منكرات

السؤال

أنا شاب ملتزم ـ والحمد لله ـ أبحث عن عمل مستقر بهدف الزواج في المستقبل القريب، فهل يمكن أن يكون الاحتفال بزواجي عبارة عن حفل صغير يتم فيه العقد في منزل عائلة الزوجة بحضور عائلتي، تفاديا للمنكرات والمخالفات الشرعية التي يمكن أن تقع عندما يكون الحفل كبيرا، وحتى بدون اختلاط الرجال بالنساء، علما بأن أفراد عائلتي غير ملتزمين بضوابط الاختلاط داخل البيت وليس لديهم الوازع الديني والعلم الشرعي لتنظيم عرس إسلامي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن علمت وجود المنكرات في إقامة الحفل الكبير، أو غلب على ظنك حصولها للعرف والقرائن، وجب عليك تجنب إقامته وتجنيب أهلك إياه، ومن هذه المخالفات والمنكرات الاختلاط والمعازف، ثم إن إقامتك الحفل الصغير تكفي في الإعلان والإشهار، ما دام هناك جمع من الناس غير العاقدين والشهود، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: يرى جمهور الفقهاء أنه ـ أي الإشهار ـ مندوب بأي شيء متعارف، كإطعام الطعام عليه، أو إحضار جمع من الناس زيادة على الشاهدين، أو بالضرب فيه بالدف حتى يشتهر ويعرف. اهـ.

ويستحب مع هذا أن يصاحبه الضربُ بالدف، لحديث: أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ، وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالْغِرْبَالِ. رواه ابن ماجه. وعند الترمذي: وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ. وفي البخاري عن عائشة: أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو.

قال ابن حجر في الفتح: في رواية شريك: فقال: فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني؟.

وتستحب الوليمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالرحمن بن عوف لما تزوج: أَوْلِمْ ولو بشاةٍ.

فإن جمعتَ في حفلك ذلك كله، واجتنبت فيه المنكرات من معازف واختلاط وغير ذلك، فقد أتيت بالسنّة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني