الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الجمع بين نية العقيقة ونية صلاح الحال والرزق بالزوج الصالح

السؤال

عمري أربعون عامًا ولم يعقّ عني والدي، فقررت الآن أن أعق عن نفسي، فهل يجوز أن أجمع بين نية العقيقة ونية التقرب إلى الله وصلاح الحال والرزق بالزوج الصالح - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت عند ما قررت العقيقة عن نفسك، فإنه يستحب لمن بلغ ولم يعق عنه أهله أن يعق عن نفسه؛ لما رواه الطبراني في الأوسط عن أنس - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن نفسه بعدما بعث نبيًا. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
ولا مانع من جمع نية التقرب إلى الله تعالى وصلاح الحال مع أداء سنة العقيقة.

وقد نص أهل العلم على جواز التشريك بين عبادتين وجمعهما في نية واحدة وعمل واحد إذا كانتا متداخلتين وحصل المطلوب منهما ولو كانتا واجبتين ـ وأحرى إن كانتا غير واجبتين ـ ومثلوا للواجبتين بمن عليها جنابة وحيض، أو إحداهما واجبة والأخرى سنة، كمن عليه جنابة مع إرادة غسل الجمعة، فيجزئه غسل واحد عنهما إذا نواهما معًا، أو إحداهما غير مقصودة بذاتها, كتحية المسجد مع ركعتي الفجر فتنوب الثانية عن الأولى، وانظري الفتوى رقم: 6579.

وقد قال الله تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ {البقرة:198}.

قال أهل التفسير: سبب نزول هذه الآية أَنَّهم كانوا يتوهمون أن سفر الحاج إذا خالطته نية التجارة ينقص من ثوابه، أو يوقع في الإثم، فنزلت.

وعلى ذلك, يجوز لك أن تجمعي بين نية العقيقة ونية التقرب إلى الله وصلاح الحال, وأن يرزقك الله زوجًا صالحًا، فإن ذلك من التوسل بعملك الصالح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني