الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وضّح لي زميلي أثناء امتحان الترقية بعض الأسئلة فرسب هو ونجحت أنا فما الحكم؟

السؤال

أنا أستاذ متزوج، وأب لطفلين, واجتزت الامتحان المهني للترقي إلى السلم الحادي عشر، ثم نجحت - والحمد لله - ولكن المشكلة هي: هل هذه الترقية وهذا المال الذي سيضاف إلى راتبي حلال؟ ففي البداية سألني صديقي الذي يمتحن أمامي في نفس القاعة، ونفس التخصص عن إمكانية التعاون في الامتحان، فأجبته أني أخاف الله وأنه لا يمكنني، وطلبت منه أن يعتمد كل واحد على نفسه، وعدم اللجوء إلى الكتب التي أحضرها معه, وسألني عن بعض الأسئلة، وبدون شعور أوضحتها له في المادة التي اجتزناها في الفترة الصباحية، وبعد ذلك طلبت منه أن يوضح لي كيفية الإجابة عن سؤال في الفترة المسائية، ثم أوضح لي السؤال وأعطاني ثلاثة أمثلة، وطلب مني أن أكتب جوابًا آخر، وقد كتبت جوابًا مغايرًا بعض الشيء ولا أعرف إلى الآن هل الجواب صحيح أم لا؟ ثم بعد ذلك طلبت منه أن يريني الإجابة عن سؤال قد أجبت عنه سابقًا، ثم أضفت فكرة على شكل عارضة إلى إجابتي, والمهم أنه رسب في الامتحان بينما نجحت أنا، ولكني أحس في داخلي أني مذنب، وأخشى أن المال الذي سيضاف إلى راتبي حرام، مع العلم أني ملتزم بتعاليم ديننا الحنيف، وقد قررت منذ البداية التوكل على الله, وللإشارة فالكلام بين الممتحنين كان سائدًا داخل القاعة، وبعض الممتحنين قد جلب معه كتبًا، ولإحاطتكم علمًا أود الإشارة أننا اجتزنا مادتين كل مادة تحتسب على 40 معامل الامتحان الكتابي 70 في المائة، ومعامل النقطة الإدارية هي 30 في المائة, ويؤخذ 13 في المائة من الممتحنين حسب درجة الاستحقاق، وهناك ترقية أخرى تسمى التسقيف أي يتم ترقية الجميع بدون امتحان بعد 7 سنوات إلى هذا السلم, وللإشارة فإننا لا نتوصل بالنقطة التي حصلنا عليها، ولا بأوراق الامتحان، وإنما بالنتيجة فقط, إن نجحنا أو خسرنا فقط, فأرجو منكم المساعدة, وإذا كنت مذنبًا فماذا يجب عليّ فعله - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الغش في الامتحانات محرم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ومن غشنا فليس منا. رواه أحمد ومسلم. وفي رواية عند مسلم: من غش فليس مني.

وما دام الأمر قد حصل فعلًا، فتجب عليك التوبة مما سبق.

وأما حكم المال الذي سيزاد إلى راتبك الشهري فهو حلال لك - إن شاء الله تعالى - إذا كنت تؤدي عملك على الوجه الصحيح، لا سيما إذا كان هذا الغش بنسبة لم يكن نجاحك متوقفًا عليها.

وقد سئل الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى -: (رجل يعمل بشهادة علمية، وقد غش في امتحانات هذه الشهادة, وهو الآن يحسن هذا العمل بشهادة مرؤوسيه, فما حكم راتبه هل هو حلال أم حرام؟)

فأجاب: لا حرج - إن شاء الله - عليه التوبة إلى الله مما جرى من الغش، وهو إذا كان قائمًا بالعمل كما ينبغي فلا حرج عليه من جهة كسبه، لكنه أخطأ في الغش السابق، وعليه التوبة إلى الله من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني