الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طريقة الذكر المسماة بالرابطة

السؤال

سيدي الكريم: كتب أحدهم في موقعه عن طريقة في الذكر تسمى: الرابطة, وهي كما يلي: "جوابًا على بعض الأحبة: الرابطة باختصار
عند بعض الطرق الصوفية – كالنقشبندية - لها مفاهيم كثيرة أذكر بعضها: عندما يجلس الإنسان ليذكر الله عز وجل ـ رزقنا الله الإكثار منه ـ يجلس بسكينة وخشوع بالطبع، وكل إنسان لديه الكثير من الهموم والمشاغل, خصوصًا في هذا العصر الذي يتواصل فيه الإنسان مع عشرات الناس، ومن خلال هاتفه النقال؛ لذلك يحتاج إلى تركيز فكره وروحه وقلبه على ذكر الله تعالى, فيستحضر صورة شيخه الذي دلّه على الله وعلمه وفقهه, فيتركز تفكيره على شخص زاهد, وينسى كل شيء، وهذا طبعًا لا يحتاج إلا لثوان معدودة, ثم يدع صورة شيخه جانبًا, ويبدأ ذكر الله بتركيز وخشوع وحضور، وإن استطاع ذكر الله بدون الرابطة فهنيئًا له، للرابطة فوائد عديدة ذكرها ابن القيم ـ رحمه الله ـ وذكرها كثير من العلماء، ذكرها ابن القيم في ج: 10 ـ ص606، فما رأيكم سيدي في هذه الطريقة؟ وما حكمها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الذكر عبادة لله، والعبادة يشترط لقبولها إخلاصها لله جل جلاله، وأن تكون موافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكل عبادة محدثة لم تأت في الشرع فهي مردودة على صاحبها مهما كانت، جاء في الحديث: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه.

وفي لفظ آخر ـ علقه البخاري ـ وأخرجه مسلم موصولًا: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد.

قال الشيخ حافظ الحكمي في سلم الوصول:

شَرْطُ قُبُولِ السَّعْيِ أَنْ يَجْتَمِعَا فِيهِ إِصَابَةٌ وَإِخْلَاصٌ مَعَا

لِلَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ لَا سِوَاهُ مُوَافِقَ الشَّرْعِ الَّذِي ارْتَضَاهُ.

ولم يأت دليل في الشرع على استجلاب العبد الخشوع وحضور القلب بتذكر صورة شيخه، فهو من المحدثات، ولم نقف على كلام لابن القيم في هذا، ونخشى أن يكون ذلك كذبًا عليه لترويج هذه البدعة، والإحالة المذكورة في السؤال تجلي ذلك، فليس هناك كتاب لابن القيم وصل إلى عشرة أجزاء أصلًا, وقد ذكرنا بعض ما يعين على تحقيق الخشوع، وذلك في الفتوى رقم: 122810.

وراجع فيما يتعلق بالطرق الصوفية الفتاوى التالية أرقامها: 8500، 13742، 27699.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني