الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجب الترتيب في قضاء من عليه أكثر من رمضان

السؤال

قمت بالعادة السرية في رمضان جهلا، لأنني لا أعرف ما هي، وتبت ـ ولله الحمد ـ ونويت أن أقضي رمضان وبدأت من السنة الأخيرة تنازليا فقضيت رمضان لسنة 1431، ثم قضيت رمضان 1430، ثم 1429... وكنت أعين اليوم الذي أقضيه، ولم أنتبه إلى أنني عكست الترتيب وكنت حريصة على عدد الأيام، وأجهل حكم الترتيب، فما حكم قضائي بهذا الترتيب؟ وهل يجزئ؟ وبعد انتهائي من قضاء عدد كبير من السنوات أصبحت لا أعين اليوم، بل أنوي قضاء رمضان من الأيام السابقة التي علي، كما كنت أواصل الصيام، وأثناء قضائي دخل رمضان وبعد انتهائه قضيت الأيام التي أفطرتها بسبب الحيض ثم استأنفت قضائي للسنوات السابقة، لأنه أولى قبل دخول رمضان آخر، ولأنه واجب، بينما قضائي الآخر يوجد من أفتى بأنه ليس علي قضاؤه، فهل أعيد القضاء مع أن الصيام يسبب لي الإمساك وكثرة خروج الريح ويؤثر على وضوئي لذا لا أريد إعادة القضاء ولم يبق لي إلا اليسير؟.  

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أن الراجح هو أن من أتى بما يفطر جاهلا لم يجب عليه القضاء، وانظري الفتوى رقم: 79032.

وإذا اخترت القضاء فهو أحوط، ثم إن الذمة تبرأ وإن قضيت رمضان الثاني قبل الأول، فإنه لا يلزم الترتيب في قضاء الرمضانات، قال في منح الجليل: وَمَنْ عَلَيْهِ قَضَاءُ رَمَضَانَيْنِ بَدَأَ بِأَوَّلِهِمَا، وَإِنْ عَكَسَ أَجْزَأَ.

ثم إن الصوم جنس واحد فلا يجب تعيين المقضي من الرمضانات، بل يجزئ نية صوم القضاء وتكفي في حصول الواجب على ما بيناه في الفتوى رقم: 127842.

وبه تعلمين أن ما مضى من صومك مجزئ عنك، وأن الطريقة التي تسلكينها الآن في القضاء من نية القضاء دون تعيين المقضي صحيح مجزئ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني