الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من اتهمت غيرها بما لم تفعله وأشاعته بين الناس

السؤال

يوم وفاة والدتي، وأثناء العزاء، وقفت جارة لي ‏عند جيران لنا، وأخذت توقف المعزين، وتشهر ‏بي، وتفضحني، وتقول بأني كنت متزوجة عرفيا ‏بناء على كلام سمعته من صديقة لي، وأقسم بالله ‏أنها كاذبة. وعند ما قلت لجارتي: هذا الكلام كذب، ‏قالت لي إن الله بعثها كي تفضحني. وعند ما أقول ‏لها: حسبي الله ونعم الوكيل، تضحك باستهزاء.
وعند ما أقول لها أن تكف عن هذه الادعاءات، ‏تقول: لو أنك بريئة لكان ربك أوقفني عن اتهامك. ‏
فهل صحيح أن الله أرسلها لكي تفضحني؟
وهل سيرد الله ولو بعد حين؛ لأنها آذتني أنا وأولادي وأهلي وشهرت بنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت تلك المرأة تتهمك زوراً بزواج السر، فهي ظالمة لك، والواجب عليها أن تتوب إلى الله عز وجل. وقولها لك: "لو كنت بريئة لأوقفني الله عن اتهامك" كلام باطل منكر، فقد اتُهِمَت أمُّ المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- وكانت بريئة، واعلمي أنك إن اتقيت الله وتوكلت عليه، فسوف يكفيك الله تعالى ويرد عنك كيد الكائدين؛ قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ...." الحج (38) .
قال ابن كثير –رحمه الله- : يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ يَدْفَعُ عَنْ عِبَادِهِ الَّذِينَ تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ، وَأَنَابُوا إِلَيْهِ شَرَّ الْأَشْرَارِ وَكَيْدَ الْفُجَّارِ، وَيَحْفَظُهُمْ وَيَكْلَؤُهُمْ وَيَنْصُرُهُمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزُّمَرِ: 36] وَقَالَ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطَّلَاقِ: 3].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني