الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حراسة الخواطر والمراقبة تقي من ولوج أبواب الفواحش

السؤال

أنا شخص عمري 28 سنة، عانيت في صغري من اضطهاد أسري؛ حيث كان أبي وأمي لا يحباني، وكنت دائما أضرب، وأمنع من أن ألعب مع أولاد الحي، وربوني كما تربى البنت. لم أشعر بالحب والحنان في حياتي. عندما بلغت بدأت أنجذب وأشعر بشهوة تجاه الرجال الأكبر مني عمرا، وحجما، وأشتهي أن يفعل بي كما تشتهي النساء، لم تكن إلا شهوة وتفكيرا سرعان ما أستغفر ربي على خطيئتي. أنا شخص ملتزم دينيا أصلي، وأصوم رمضان، وأصلي النوافل، وحججت، واعتمرت أكثر من مرة، وأدعو الله ليل نهار أن يعافيني من هذا الابتلاء ،وأسأله المغفرة والتوبة، والبعد عن هذا الذنب، ودائما أقرأ القرآن وأستمع إليه، وأدعو الله بعدم الوقوع في الفاحشة الكبرى. عندما أكون لوحدي يبدأ الوسواس والشيطان ليزين لي الفاحشة، وأنا والله لم يلمسني أي رجل، ولم أقع في الفاحشة الكبرى وهي اللواط والحمد لله. منذ فترة قصيرة تعرفت على برامج يتم تنزيلها على الجوال مرتبطة مع الإنترنت للشواذ، وأصبحت أعرض نفسي على هذا الموقع لمقابلة شخص من نفس مدينتي ليفعل بي، لم تكن إلا مجرد مراسلات كتابية أعرض نفسي فيها، وأتعرف عليهم وعلى مواصفاتهم، وأرسل لهم صورتي بملابس داخلية فقط، وهم يرسلون لي صورهم لنتعارف ثم نتقابل. أنا أكتب هذا الكلام وكلي ندم، وخزي وعار، وخوفي من عقاب الله من هذه الكبيرة. وأنا شخص أريد أن أعف نفسي، وأبتعد عن المحرمات، وأتزوج، لكن أمي لا تريد تزويجي. أنا الآن نادم على فعلتي، وأسأل الله أن يغفر لي، ويجعل هذه الأشياء أكثر الأفعال كرها لي، وأقسم بالله العظيم لم يفعل بي أي شخص الفاحشة الكبرى، وهي مجرد محادثات وصور على الإنترنت.
سؤالي: كيف أتخلص من هذه المعصية وكيف أبتعد عنها؟
أفيدوني بالله عليكم.
وهل توجد عقوبة حد أو تعزير فيما اقترفت نفسي من معصية؟ هل أجلد أم أرجم أم فقط التوبة وما هي عقوبتي في الشريعة الإسلامية؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا وادعوا لي أن يغفر الله لي، ويثبتني على التوبة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يغفر لك ويتوب عليك، ثم اعلم -هداك الله- أنه لا حد عليك فيما ارتكبته، وإنما تجب عليك التوبة النصوح فورا من مقارفة هذه المنكرات، ويجب عليك أن تقطع كل صلة لك بهذه البرامج، وهؤلاء المفتونين، وأن تستقيم على شرع الله ودينه. وتعرض عن طرق الغواية وأسباب الشر. ومما يعينك على التوبة والاستقامة، أن تستحضر شناعة هذه الفعلة، وأنها تغيير للفطرة التي فطر الله عليها عباده، وأن هذه الجريمة التي تلبست ببعض مقدماتها من أقبح الجرائم وأشنعها عند الله تعالى؛ وانظر الفتوى رقم: 124496. واستحضر اطلاع الله عليك وإحاطته بك، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك، وأكثر من الفكرة في الموت وما بعده، والموقف بين يدي الله جل اسمه، فتكون على حذر أن يأتيك أجلك بغتة وأنت على ما يكره الله تعالى، واجتهد في حراسة خواطرك وحمايتها، وصونها عن تلك الدناءات؛ فإن حراسة الخواطر من أعون شيء على الاستقامة بإذن الله؛ وانظر الفتوى رقم: 150491. واجتهد في الدعاء أن يصرف الله عنك السوء والفحشاء، واصحب أهل الخير، والزم حلق الذكر، ومجالس العلم.

هداك الله لأرشد أمرك، ووفقك للتوبة النصوح.

أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني