الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تتسرع في الطلاق وعليك بالدواء الرباني

السؤال

أشك في زوجتي، ولا أحس معها بطعم الرحة لاحتفاظها بصور أخرى في ألبوم صورها، وعثوري على أشياء اعترفت أنها من شاب قبل الزواج، لا أحس بحبها لي، تعبت ومللت وكرهت الحياة بسببها. فهل أطلقها أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل هو إحسان الظن بالمسلم، وحمل تصرفاته على أحسن محمل ممكن، ويتأكد هذا بين الزوجين لما أُمِرا به من حسن العشرة، ولما بينهما من رباط وثيق.

إذا تقرر هذا، فإن الواجب هو التروي وعدم التسرع في الجزم بوجود علاقة لزوجتك مع آخر، إذ أن الشيطان قد يقودك بسبب ذلك إلى أمور لا تحمد عقباها من خلال هذه الوساوس والتخيلات.

والأسلوب الأمثل في علاج مثل هذه المشكلة هو المصارحة لزوجتك مع ذكر عبارات حسن الظن والثقة بها، فلعلها يكون الحامل لها على ذلك خلاف ما تعتقده أنت، وفي هذه الحالة تنصحها بالتخلص من هذه الصور.

أما إن ثبت عندك يقيناً أن قلبها متعلق بحب ذلك الشاب أو أنها ما تزال على علاقة به، فعليك باتباع العلاج الرباني لنشوز المرأة والذي يتلخص في الآتي:
أولاً: وعظها وإرشادها وتذكيرها بالله تعالى.
ثانياً: هجرها في الفراش، إذا لم ينفع النصح.
ثالثاً: إن لم يكن الهجر في الفراش رادعاً لها، فلك أن تضربها ضرباً غير مبرح.
رابعاً: إن لم تنزجر بكل هذا وخشيت أن يحدث بينك وبينها شقاق، فلتحكم أهل العقل والرأي من أهلك وأهلها، فلعل الله تعالى أن يوفقهم إلى الرشاد والصواب، ولو كان بالفرقة والطلاق، قال تعالى:وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً* وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [النساء:34-35].

فعليك بهذا التوجيه الرباني مع الإكثار من الدعاء أن يصلح الله بينكما، فإن القلوب بين يدي الرحمن، ولا تتسرع إلى أمر الطلاق حفاظاً على كيان الأسرة، لاسيما إن كان لك منها أولاد.

وفي ختام هذا الجواب، فإننا ننصح هذه الأخت بالتخلص من هذه الصور، لأنه لا يجوز لها اقتناؤها، لأنها صور لرجال أجانب عليها، هذا أولاً.
وثانياً: لأن اقتناءها ذريعة لتعلق القلب بهم وهذا محرم وخيانة للزوج، وهو أمر لا يليق بامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، وترجو رحمة الله وتخشى عذابه وغضبه، وكما أننا ننصح الأخ السائل بعدم إبقاء هذه الصور عند زوجته وأن يقوم بأخذها وإتلافها والتخلص منها، لأن ذلك داخل ضمن مسؤوليته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني